"الرابعة: كونهم قصدوا التقرب إلى الله بذلك، لظنهم أنه يحبه": هم ظنوا أنه يحب هذا العمل، ظنوا أن الله -جل وعلا- يحب هذا العمل، وهذا من جهلهم الذي سبق اعتذار الصحابي عنه بقوله:"ونحن حدثاء عهد" نعم لم يمض عليهم مدة يتمكن الإيمان من قلوبهم.
"الخامسة: أنهم إذا جهلوا هذا فغيرهم أولى بالجهل": صحيح، لماذا؟ لأن الرسول -عليه الصلاة والسلام- بين أظهرهم كيف يقع الجهل لشخص والرسول -عليه الصلاة والسلام- عنده، ولذا تجدون البلدان التي يكثر فيها أهل العلم يقل الجهل، والتي يقل فيها أهل العلم يكثر الجهل، فكيف إذا كان الموجود هو النبي -عليه الصلاة والسلام-.
"السادسة: أن لهم من الحسنات والوعد بالمغفرة ما ليس لغيرهم": هذه من مزايا الصحابة ومن شرف الصحبة وفضلها، أنهم وعدوا بالمغفرة، ورضي الله عنهم ورضوا عنه، وجاءت نصوص تخصهم من بين سائر الأمة، وتدل على فضلهم، ومناقبهم، فإذا كان هذا بالنسبة لهم فكيف بغيرهم.
"السابعة: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يعذرهم": لم يعذرهم، يعني ما سكت.
"لم يعذرهم بل رد عليهم بقوله: ((الله أكبر)) ": تعجب واستنكار لهذا الطلب، وفي الرواية الأخرى:((سبحان الله)) تنزيه لله -جل وعلا- من أن يشرك به.
"بل رد عليهم بقوله: ((الله أكبر، إنها السنن، لتتبعن سنن من كان قبلكم)) فغلظ الأمر بهذه الثلاث": التكبير، وبقوله:((إنها السنن)) وبقوله: ((لتتبعن سنن من كان قبلكم))، نعم؟
طالب:. . . . . . . . .
لا، لم يعذرهم بطلبهم فغلظ عليهم، ما قال: لا، هداكم الله هذا ما يصلح، قال:((الله أكبر إنها السنن)) يعني غلظ عليهم، ولذلك قوله: التغليظ في التعليم سيأتي، من ضمن المسائل، فغلظ الأمر بهذه الثلاثة.
"الثامنة: الأمر الكبير، وهو المقصود أنه أخبر أن طلبهم كطلب بني إسرائيل لما قالوا لموسى:{اجْعَل لَّنَا إِلَهًا} [(١٣٨) سورة الأعراف] ": لما قالوا لموسى: {اجْعَل لَّنَا إِلَهًا} هذا مثله، نظيره من وجه وإن لم يكن من جميع الوجوه.
"التاسعة: أن نفي هذا من معنى (لا إله إلا الله) ": نفي هذا الشرك الذي طلبوه من معنى لا إله إلا الله؛ لأن فيها نفي جميع المعبودات من دون الله.