"الرابعة عشرة: أن من لم يجبه أحد يأتي وحده": أن من لم يجبه أحد يأتي وحده، وهل يضيره ذلك؟ لا، ما عليه إلا البلاغ، والقبول بيد الله -جل وعلا-.
"الخامسة عشرة: ثمرة هذا العلم، وهو عدم الاغترار بالكثرة، وعدم الزهد في القلة": ثمرة هذا العلم يعني ما تقول والله تحقيق التوحيد الذي يدعيه فلان وفلان، اثنين ثلاثة، عشرة مائة، والباقين كلهم على الضلال، يعني لما ظهرت الدعوة المباركة في هذه البلاد وخالفها من خالفها، كم نسبة من استجاب بالنسبة لمن عارض؟ قلة، ولا واحد من ألف، هل ننظر إلى الكثرة؟ لو كانت هذه الدعوة صحيحة لاستجاب لها علماء الأمصار؛ لأن الأكثر عارضوها؟ ولما كان أتباع هذه الحفنة القليلة؟!
الشيخ -رحمه الله- يقول:"ثمرة هذا العلم، وهو عدم الاغترار بالكثرة، وعدم الزهد في القلة": وحينئذ لا يغتر الإنسان بكثرة الهالكين، ولا يزهد في الخير والحق لقلة التابعين والسالكين.
"السادسة عشرة: الرخصة في الرقية من العين والحمة": الرخصة في الرقية من العين و .. ((لا رقية إلا من عين أو حمة)) كما تقدم.
"السابعة عشرة: عمق علم السلف؛ لقوله: قد أحسن من انتهى إلى ما سمع": قد أحسن من انتهى إلى ما سمع ولكن كذا وكذا، يعني هذا فيه عمق في العلم، مادام مستنداً إلى حديث لا يمكن أن تصادر قوله، بل وافقه عليه، وأشعره بأنه على حق مادام يتبع دليلاً، لكن أعطه ما عندك من علم يخالف هذا الدليل.
"فعلم أن الحديث الأول لا يخالف الثاني": ((لا رقية إلا من عين أو حمة)) هذا الكلام صحيح، لكن الذين لا يسترقون يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، يعني الأول إثبات الرقية، والثاني إثباتها مع كونها مفضولة.
"الثامنة عشرة: بعد السلف عن مدح الإنسان بما ليس فيه": بعد السلف عن مدح الإنسان بما ليس فيه، أما إني لم أكن في صلاة، أما ما يفعله الإنسان عليه أن يسعى جاهداً لإخفائه؛ لئلا يخدش هذا في إخلاصه.