والبيوت ولله الحمد مملوءة بالمتعلمين -بل بالمعلمين- وإذا كان نفع الناس نفع العالم للبعيد دون القريب فهذا يشك فيه، يشك في إخلاصه، لكن قد يوجد من الكبار من يتصدى لتعليم الناس، ونجد أولاده ما استفادوا منه، هل نقول: إن هذا قصر في حقهم، أو أنه حاول وما استطاع؛ لأن الهداية بيد الله؟
نعم هذا هو المظنون بأهل العلم.
ورأيت شاباً يلقن شيخاً كبيراً في فجر يوم الجمعة بعد الصلاة سورة الكهف كلمة كلمة، هو بعيد عنه من جهة النسب، لكن رأى أنه محتاج فإلى أن طلعت الشمس وهو يلقنه سورة الكهف كلمة كلمة، فلماذا لا نفعل هذا مع أقرب الناس إلينا؟
تجد الأم ما تقرأ، تجد الأب يحضر إلى المسجد، بل تجده مؤذن أول ما يحضر إلى المسجد، ثم يلتفت يميناً وشمالاً لا يتكلم بكلمة لماذا؟ لأنه لا يقرأ القرآن، مثل هذا أليس من أعظم البر أن يعكف الولد على تعليمه بعض السور التي يقضي بها مثل هذا الفراغ ويكتب بها الأجور؟
فهذا من الأهمية بالغاية، يعني في غاية الأهمية.
هذا الكتاب شرح شروحاً كثيرة منها بل ما يعد من أوائلها: تيسير العزيز الحميد، للشيخ سليمان بن عبد الله بن الإمام المجدد، المولود سنة ١٢٠٠هـ، المتوفى سنة ١٢٣٣هـ، شاب -رحمه الله-، وشي به عند إبراهيم باشا فأمر الجنود أن يطلقوا عليه الرصاص فقتلوه، بعد أن غاضه بإحضار الملاهي والأصوات التي يكرهها -رحمه الله-، هذا أول الشروح لكنه لم يكمل، وإلا فهو شرح موسع إلى باب ما جاء في المصورين.
ثم جاء الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن الإمام المجدد، فاختصر وهذب هذا الشرح وأكمله في كتاب من أنفع الشروح لهذا الكتاب اسمه:(فتح المجيد) فحذف من تيسير العزيز الحميد ما لا يحتاج إليه من تكرار واستطراد وما أشبه ذلك، وأضاف ما تمس الحاجة إليه، وشروح لا تكاد تحصر وحواشي.
ومن هذه الشروح وهو شرح مختصر، وهو في غاية الأهمية والنفع اسمه:(قرة عيون الموحدين)، وهو لصاحب فتح المجيد الشيخ عبد الرحمن بن حسن، وهو مختصر، والأول مطول.