يعني قد يكون بينه وبينهم مشاحنة، هذا الشخص ذهب إلى الوزارة يتقدم بتغيير هذا الإمام، فصار بينه وبينه شيء، فصار إذا سمع قرع نعاله رفع، ما يبيه يدرك الركوع، والثاني كتب خطاباً ووقعه من الجماعة أنهم يبون الإمام، صار ينتظره، هل هذا مؤثر في الصلاة وإلا غير مؤثر؟
يعني عندنا مسألة أصلية، المسألة الأصلية أنه لا يلاحظ فلان ولا علان، يحسن إلى الجميع، ومن باب الإحسان أن تجعل الإنسان يدرك الركعة، ولا يفرق بين فلان ولا فلان، هذه أصل المسألة هي التي قيل فيها: إنها تشريك.
أما مسائل أخرى يطيل من أجل فلان لأن بينه وبينه ود، ويقتصر من أجل فلان لأن بينه .. ، هذا، كل هذا لا يجوز في الصلاة، لكن إذا خلت عن هذه الاعتبارات، المسألة خلت عن هذه الاعتبارات، فالجمهور على أنه لا بأس به، وأن هذا من باب الإحسان، والنبي -عليه الصلاة والسلام- أطال السجود، وخفف من الصلاة، لاعتبارات، فهذا أمره سهل عند الجمهور، لكن من يرى أنه شرك، أطال الصلاة من أجل فلان، يقول: هذا تشريك ولا يجوز بحال.
مثال من مسائل التشريك: تشريك عبادة بعبادة، يعني جاء عن عمر -رضي الله عنه- أنه كان يجهز الجيش وهو في الصلاة، هذا شرك عبادة بعبادة، هل هذا يؤثر في الصلاة؟ هذا ما يؤثر في الصلاة، لكن هل هذا أكمل أو عدم التشريك؟
لا شك أن الإقبال على ما هو بصدده من العبادة أفضل، ولو كانت نفلاً، وتجهيز الجيش واجب، الإقبال على صلاته أفضل من تجهيز الجيش في الصلاة.
هناك مسألة أيضاً، وهذه لحظناها ولاحظها كثير من الناس في المسجد الحرام إذا صار يصلي في الدور الثاني أو في السطح وهو يطل على المطاف في ليالي العشر والإمام يقرأ في صلاة التهجد، الإمام يبكي والمصلون يبكون من تأثرهم بالقراءة، وهو يبكي متأثراً بكثرة الطائفين وكونهم يموج بعضهم في بعض، ويستحضر من هذا المنظر أيام الحشر أو يوم الحشر والناس يموجون كالجراد المنتشر وكذا، المقصود أنه تأثر من هذا المنظر فبكى، هذا تشريك، والبكاء من خشية الله لا شك أنه عبادة، وهذا تشريك عبادة بعبادة، لكنه لا يبطل الصلاة من جهة، والإقبال على الصلاة أفضل من الالتفات إلى غيرها ولو كان عبادة.