المبتدأ مرفوع بالابتداء، لكن هل الخبر مرفوع بالمبتدأ، أو لا؟ يعني فائدة طرح مثل هذا أن ترجع إلى الألفية وشروح الألفية؛ لأنه منصوص عليها، ما تركت المسألة، لكن لو قلتها أنا خلاص، يمكن بعضهم ينتبه، وبعضهم ما ينتبه، لكن لما تشغل باله المسألة يذهب يراجع، أنتم يعني طلاب كبار أكفاء تحسنون التعامل مع الكتب، وترجعون إلى المسائل في مظانها، ما يحتاج أن تلقنوا كل شيء.
المقصود أن اللام هنا لام الأمر، ((فليكن)): ويكن فعل أو فعل مضارع مجزوم باللام لام الأمر، وهو ناقص، مجزوم بلام الأمر، وعلامة جزمه حذف .. ، أو السكون؟ السكون، وحذف الواو من أجل التقاء الساكنين.
" ((فليكن أولَ ما تدعوهم إليه فليكن أولَ ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله)) ": وهنا يقول: باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا الله، وهذا هو الشاهد من الحديث للترجمة، والمناسبة بينهما ظاهرة، المناسبة بينهما ظاهرة؛ لأن الترجمة باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا الله، وهنا يقول:((فليكن أول ما تدعوهم إليه فليكن أولَ ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله)) مطابقة.
"وفي رواية: ((إلى أن يوحدوا الله)) ": والرواية موافقة لشهادة أن لا إله إلا الله؛ لأن توحيد الله لا يكون إلا بلا إله إلا الله، بنفي جميع ما يعبد من دون الله وإثبات العبادة لله وحده لا شريك له.
" ((إلى أن يوحدوا الله)) ": الحديث واحد، يعني هل قاله النبي -عليه الصلاة والسلام- لمعاذ مرتين وإلا مرة واحدة؟ مرة واحدة، كيف مرة وكلاهما في صحيح البخاري؟ مرة يقول الراوي:((فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله)) وفي رواية أخرى يقول: ((إلى أن يوحدوا الله))؟
الرواية بالمعنى، والرواية بالمعنى جائزة عند جمهور أهل العلم بشروطها من عالم بمدلولات الألفاظ وما يحيل المعاني، تجوز الرواية بالمعنى عند الجمهور خلافاً لمن منعها كابن سيرين.