إيه لكنه مات على ملة عبد المطلب، يعني ما نفى ما عبد، عرف أن دين محمد من خير أديان البرية ديناً، يعرف أنه من خير الأديان، لكن ما اعتنقه، ولا اعترف به لا باطناً ولا ظاهراً، هو مات على ملة عبد المطلب، لكن لو تصورنا -وهذه مسألة واقعة، يعني سئلنا عنها- طالب إفريقي يقول: لي زميل نصراني، اقتنع بالإسلام ووقر الإيمان في قلبه، لكن حرم، قال له زميله: نذهب إلى الشيخ الفلاني لتسلم على يديه ويلقنك الشهادة، فذهبوا إلى الشيخ، قال: الآن باقي على صلاة الظهر ربع ساعة، أنا الآن أتجهز للصلاة، وبعد الصلاة تحضرون، ويلقن الشهادة، يقول: خرجنا من بيت الشيخ، فإذا هناك تبادل لإطلاق النار فقتل الرجل، قلت: هل سمعته يتلفظ بأشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله؟ قال: لا، ما تلفظ، تركها حتى يصلي الشيخ ثم يلقنه، قلت: كافر، مات نصراني -نسأل الله العافية- هذا في أحكام الدنيا، أما في الآخرة يتولاه الله -جل وعلا-، جاء عازم على الإسلام، عازم لا شاك ولا متردد، جاء ليلقن فيتلقن، ثم لو أن الشيخ لقنه الشهادة ما تحتاج إلى دقيقة، وعلمه الوضوء وذهب به معه؛ لأنه باقي يقول: ربع ساعة، حتى ولو كانت الصلاة تقام يمدي، فيه وقت، لو كانت الصلاة تقام، يلقنه الشهادة ويعلمه الوضوء، أو يتوضأ أمامه ويصنع مثل ما يصنع، ويذهبون يصلون سوياً، لكنه الحرمان، نسأل الله العافية.
" ((شهادة أن لا إله إلا الله)) وفي رواية: ((إلى أن يوحدوا الله)) ": هذه أعظم المطالب، وكل مسائل الدين تابعة للشهادة، لا تصح إلا بها.
أهل العلم يقولون: إن صلى فمسلم حكماً، ما سمعناه يتلفظ بالشهادة، لكنه صلى مع المسلمين، قالوا: مسلم حكماً.
الرسول -عليه الصلاة والسلام- يقول:((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة)) هذا عرفناه مشركاً، من قوم مشركين رأيناه يصلي، هل نقول: لا تقبل منه الصلاة حتى نسمعه يشهد أن لا إله إلا الله؟