هناك محبة جبلية، محبة جبلية، الوالد يحب الولد، والولد يحب الوالد، يحب الزوجة، ويحب كذا، ويحب أنواعاً من المال، {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ} [(١٤) سورة آل عمران]، هذه محبة جبلية وهي في الأصل مباحة، إلا إذا ترتب عليها التفريط بما يحبه الله ورسوله، فإذا فرط بسببها بما يحبه الله ورسوله فهو من هذه الحيثية إذا تعارضت الجبلية مع الشرعية لا تبين المحبة الشرعية إلا إذا قدمت على ما يحبه الإنسان محبة جبلية.
فالإنسان زين له حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير والمقنطرة من الذهب والفضة، لكن إذا قدم هذه الأشياء على ما أمره الله به قلنا: إن محبته الشرعية عورضت بالمحبة الجبلية، فلا يجوز له ذلك.
طالب:. . . . . . . . .
وين؟
طالب:. . . . . . . . .
كل أمر بقدره، كل أمر بقدره، كل حال الأصل في الأمر الذي يأتم به، إذا قدم هذا، وإذا قدم على الأمر المستحب أتى بما يقابله وهو أنه تكون مثل هذه المحبة مكروهة، نعم، فإذا كان الإنسان محباً لنوع من المال، محب للخيل، أو للإبل، فصارت محبته زادت عن حدها، وترك بسببها بعض الواجبات، ترك الوالدين الذين هم بأمس الحاجة إليه، وصار يذهب إليها في نهاية كل أسبوع ويترك صلاة الجمعة، نقول: إنه قدم هذه المحبة الجبلية على الشرعية ودخل في المحرم، وإلا فالأصل أن الله -جل وعلا- جبل الإنسان على حب بعض الأشياء.
طيب لو قال قائل: إن حب الولد قد يجعل الإنسان يفرط في بعض الواجبات، هذا الولد أصيب فحملته الشفقة إلى أن ذهب به إلى المستشفى فترتب على ذلك فوات الصلاة، إما فواتها مع الجماعة، أو فوات الوقت، هنا نقول: قدَّم المحبة الجبلية على المحبة الشرعية.