من محبة الله محبة رسوله -عليه الصلاة والسلام-، محبة الرسول -عليه الصلاة والسلام- ((لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين)) لما قال عمر -رضي الله عنه-: "لأنت أحب الناس إليَّ إلا من نفسي، قال: بل ومن نفسك، قال: ومن نفسي، نعم، قال:((الآن يا عمر))، يعني لا بد أن يحب المسلم النبي -عليه الصلاة والسلام- أكثر مما يحب نفسه، فضلاًِ عن ولده ووالده وغيره، لا بد أن يحب الرسول -عليه الصلاة والسلام- أكثر من ذلك، لكن ما معنى المحبة، وما آثار هذه المحبة؟ يعني لو تصور الإنسان أن الرسول -عليه الصلاة والسلام- حي لوجب عليه أن يفديه بنفسه؛ لأنه يجب عليه أن يحبه أكثر من هذا، ويجب عليه أن يدافع عن سنته بقدر استطاعته، وإذا أمره الرسول -عليه الصلاة والسلام- وحصل هناك ما يعارض الأمر النبوي، قدم مراد النبي -عليه الصلاة والسلام- على مراده، وليس معنى هذا أن يكون حب الرسول -عليه الصلاة والسلام- مقرون مع التعظيم والذل والخضوع الذي لا يجوز إلا لله -جل وعلا-، لا يشرك الرسول -عليه الصلاة والسلام- بالمحبة المختصة بالله -جل وعلا-؛ لأن الرسول إنما يحب؛ لأنه يدل على الله -جل وعلا-، الأصل أن الحب لله، وما يحبه الله والرسول -عليه الصلاة والسلام- يحبه الله، إذن نحبه؛ لأنه سبب النجاة، سبب في نجاتنا من النار.
قد يقول قائل: أنا أحب الرسول بهذا المعنى، وأحبه أكثر من نفسي، لكن ما معنى أنني أحبه أكثر من نفسي، وأنا من أجل نفسي أحببته؛ لأني بسببه أنقذت من النار؟ فيعود الأمر إلى أنه أحبه لنفسه، يعني ما أحب الرسول لذاته، إنما أحبه لنفسه، هاه؟
طالب:. . . . . . . . .
إيه.
طالب:. . . . . . . . .
طيب.
طالب:. . . . . . . . .
يعني هل الإنسان يحب الرسول -عليه الصلاة والسلام- دين وإلا جبلة؟ هاه؟
طالب:. . . . . . . . .
لا، لا لا، الجبلة قد تحب شيء تميل إليه بنفسك، وهو كونك تحبه أو لا تحبه لا يؤثر في شيء.
طالب:. . . . . . . . .
أما محبته جبلةً وميلاً نفسياً فهذا لا يكون إلا بعد معرفته، يعني شخص لا يعرف عن الرسول -عليه الصلاة والسلام- إلا الاسم، هل يمكن أن يحبه محبة .. ؟ هاه؟