أما الشرك الأكبر فحمل اتفاق أنه لا يغفر، وصاحبه خالد مخلد في النار، وأما بالنسبة للأصغر فمحل خلاف بين أهل العلم، منهم من يرى الدخول -دخوله في الآية- وإن كان حكمه حكم مرتكب الكبائر أنه يعذب ثم يخرج من النار إلى الجنة.
ومنهم من يقول: إن حكم الشرك الأصغر حكم الكبائر -تحت المشيئة إن شاء عذبه وإن شاء غفر له- ولكن الآية بعمومها يدخل فيها أنواع الشرك.
هذا يقول: أذكركم بانتهاء وقت الدرس الأول.
"قلت: يا رسول الله، أفلا أبشر الناس؟ ": "أفلا أبشر الناس؟ ": فيه مشروعية تبشير المسلم بما يسره، فيه بشارة المسلم بما يسره.
"قال: ((لا تبشرهم فيتكلوا)) أخرجاه": يعني البخاري ومسلم، "في الصحيحين".
" ((لا تبشرهم فيتكلوا)) ": مما يدل على أن بعض العلم يجوز حجبه وكتمانه إذا خشي منه الضرر على سامعه؛ لأن بعض الناس قد لا يحسن الإفادة من هذا العلم؛ ((حدثوا الناس بما يعرفون، أتريدون أن يكذب الله ورسوله))؛ لأن بعض العلم لبعض الناس فتنة، وهذا مطَّرد؛ فنصوص الوعيد لا تلقى على خوارج، ونصوص الوعد لا تلقى على مرجئة؛ لأن هذه تزيدهم في بدعتهم، ومع ذلك الأصل نشر العلم، الأصل أن من تعلم علماً عليه أن يبلغه؛ ((بلغوا عني ولو آية)) ويبقى أنه على خلاف هذا الأصل أنه إذا خشي من الضرر أن يلحق المستمع أن يُحجب هذا العلم عن هذا المستمع.
" ((لا تبشرهم فيتكلوا)) ": لأن من الناس من إذا سمع هذا الكلام، قال: أنا موحد، إذن لا، لن أعذب، ويغفل عن النصوص الأخرى، ويغفل عن النصوص الأخرى.
لكن معاذاً -رضي الله تعالى عنه- أخبر بها عند موته؛ تأثماً خشيةً من الوقوع في الإثم المرتب على الكتمان، المرتب على الكتمان الذي جاء ذمه في الكتاب والسنة.
والله أعلم، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.