يقول: إذا أردت أن أكون -امرأة هذه- إذا أردت أن أكون طالبة علم على يد فضيلتكم، هل يتحقق ذلك بالمتابعة على شبكة الإنترنت؛ حيث لا أستطيع الحضور للمسجد، وهل ثمة اختبارات، وكيف تتم إجازة طالب العلم؟
على كل حال من تابع الدروس سواءً كان من خلال الشبكة، أو من خلال الأشرطة وتفريغها على الكتب، والحرص والجد والمتابعة في هذا، هذا لا شك أنه طالب، وسالك سبيل العلم، سلك الطريق الذي يلتمس به العلم فيسهل له به طريق إلى الجنة، والحضور هو الأصل، لكن إذا تعذر يقوم مقامه المتابعة بواسطة الآلات.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين:
في نهاية الباب الأول المترجم بكتاب التوحيد وقول الله تعالى:{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [(٥٦) سورة الذاريات]، وقفنا على المسائل المستنبطة من النصوص السابقة.
يقول -رحمه الله تعالى-:
"فيه مسائل: الأولى: الحكمة في خلق الجن والإنس": وهي تحقيق العبودية، تحقيق العبودية، وعلى رأسها تحقيق التوحيد، وتخليصه وتنقيته من شوائب الشرك والبدع والمعاصي.
"الثانية: أن العبادة هي التوحيد": لا سيما على تفسير من فسر {إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}: ليوحدون.
"لأن الخصومة فيه": الخصومة بين الرسل وأممهم هي في توحيد العبادة.
"الثالثة: أن من لم يأت به لم يعبد الله، ففيه معنى قوله:{وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ} [(٣) سورة الكافرون] ": أن من لم يأت به: يعني بالتوحيد -توحيد الألوهية- فإنه لم يعبد الله.
"أن من لم يأت به": توحيد الإلهية، أو الألوهية، "لم يعبد الله، ففيه معنى قوله:{وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ} ": قاله للمشركين الذين يقرون بوجود الله، وأنه هو الخالق، يقرون بتوحيد الربوبية، فالمراد بالتوحيد الذي فيه الخصومة وهو المنفي هنا هو توحيد الألوهية.
"الرابعة: الحكمة في إرسال الرسل، {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللهَ} [(٣٦) سورة النحل] ": الحكمة من إرسال الرسل هداية الخلق إلى عبادة الله وحده.