للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دينهم فتنة" يعني هذه الآية نزلت فيمن تعرض لأن يفتن في دينه فيكفر، هذه فتنة، {وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ} [(١٩١) سورة البقرة] كون الإنسان يعرض نفسه لمثل هذا خوفاً على دينه أن يفتن، وأن يقتل، الفتنة أشد من القتل، لكن في ديننا سعة، ولله الحمد.

إذا أكره الإنسان على الكفر وإلا يقتل؟ جاء في حقه {إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ} [(١٠٦) سورة النحل] يجيب إلى ما يطلبون، وقلبه مطمئنٌ بالإيمان، فالإكراه وما ينطق به مما لو كان في حال السعة يكفر به، هو في مثل هذه الحالة في حال الإكراه هو معذور، يقول: "وليس كقتالكم على الملك" هذا رأي ابن عمر أنه رأى أن هذا القتال بين علي ومعاوية، وأنصار علي وأنصار معاوية إنما هو من أجل الملك، ومن أجل الدنيا، ومعروف أن ابن عمر وعزوفه عن الدنيا، وسعد بن أبي وقاص لما جاءه ولده، وهو في قصرٍ له بالعقيق، قال له: الناس يقتسمون الدنيا، وأنت جالس هنا؟! بما أجاب؟ أجاب بالحديث: ((إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار)) السلامة لا يعدلها شيء، لكن مثل ما قلنا: إنه إذا ترجحت كفة أحد الطرفين فقاتلوا التي تبغي، الفئة الباغية لا بد من .. ، الصلح هذا أول ما يبدأ به الصلح {فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} [(٩) سورة الحجرات] إن لم تنجع المساعي السلمية والصلح، حينئذٍ {فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي} [(٩) سورة الحجرات] كم باقي من الوقت؟ انتهى، والله أعلم.

وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

[الدرس الثاني:]

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

يقول المؤلف -رحمه الله تعالى-: "باب الفتنة التي تموج كموج البحر"

وقال ابن عيينة عن خلف بن حوشب: كانوا يستحبون أن يتمثلوا بهذه الأبيات عند الفتن.

<<  <  ج: ص:  >  >>