"قال: ليس عليك منها بأس يا أمير المؤمنين، إن بينك وبينها باباً مغلقاً" أي لا يخرج منها شيء في حياتك، "إن بينك وبينها باباً مغلقاً فلا يخرج منها شيء في حياتك" ولم يفصل، إيثاراً لحفظ السر، فلم يصرح لعمر بما سأله عنه، وإنما كنى عنه كناية، "إن بينك وبينها باباً مغلقاً، قال عمر: أيكسر الباب أم يفتح؟ " ما قال: يا عمر أنت الباب الحائل بين الفتن وبين الأمة، كنى كناية، قال:"بينك وبينها باب مغلق، فقال له عمر: أيكسر الباب أم يفتح؟ قال: بل يكسر" وهذا عمر، وكسره قتله -رضي الله عنه وأرضاه-، "قال عمر: إذاً لا يغلق" الفتن إذا بدأت لا تنتهي، إذا كسر الباب خلاص، "قلت: أجل، قلنا لحذيفة: أكان عمر يعلم الباب؟ قال: نعم، كما أعلم أن دون غد ليلة" أي أعلم ذلك علماً ضرورياً، يعلم ذلك علماً ضرورياً، يقطع به، كما أقطع بأن دون الغد ليلة، "وذلك أني حدثته حديثاً ليس بالأغاليط" يعني ما هو بتوقعات، أو تحليلات صحفية، مبنية على ظنون وأوهام، حدثونا عن المستقبل بناءً على ما فهم من حديث تحدث به فلان أو علان، هذا عمن لا ينطق عن الهوى، الحديث ليس بالأغاليط، ليس بالأحاجي، وليس بالتوقعات ولا بالأوهام، "فهِبنا" من الذي يقوله؟ أبو وائل، ومن معه، بينا نحن جلوس عند عمر "فهبنا أن نسأله من الباب؟ فأمرنا مسروقاً فسأله"، فهبنا أن نسأله، نسأل حذيفة من الباب؟ "فأمرنا مسروقاً" بن الأجدع المعروف "فسأله فقال: من الباب يا حذيفة؟ فقال: عمر -رضي الله عنه-" وبقتله بدأت الفتن في زمن عثمان -رضي الله عنه-، حتى استشرت هذه الفتن واشتعلت، وماجت، واضطربت، ووقع الخلاف بين الصحابة في زمن عثمان إلى أن قتل عثمان -رضي الله عنه-، الخليفة الراشد، العابد الأواه، الصائم القائم، المشهود له بالجنة، ثالث الخلفاء، زوج بنتي الرسول -عليه الصلاة والسلام-، مناقبه وفضائله لا يمكن إحصائها، وقد أجرى بعض المعاصرين حساب لما أنفقه في سبيل الله بأرقامنا أو أعدادنا فقال: إنه يقرب من المليار، خليفة راشد ((وما على عثمان ما فعل بعد اليوم)) ويقتل في داره بين أهله، صائم، يقرأ القرآن، كبير السن، فوق الثمانين، فتنة، الفتن أول ما تكون يستشرب لها الناس إلى أن تصل