نعم مجموع الحروف (١٤٠٧)، ولا يحتاج إلا أن نفصلها، لكن هل هذا هو المراد؟ لا والله ليس هذا هو المراد، وإنما المراد به فجأة، ولا يعلم متى تقوم الساعة لا محمد ولا جبريل ولا أحد إلا الله -عز وجل-، ولذا لما سأل جبريل النبي -عليه الصلاة والسلام- في الحديث الصحيح عن الساعة قال:((ما المسئول عنها بأعلم من السائل)) يعني نستوي أنا وإياك على حدٍ سواء، لا أنت أعلم مني ولا أنا أعلم منك، بل لا يعلمها إلا الله، في خمسٍ لا يعلمهن إلا الله:{عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} [(٣٤) سورة لقمان] إلى آخر الآية، فالساعة بغتة يعني فجأة، والإنسان كما جاء في الأمثلة يرفع اللقمة إلى فيه فلا يستطيع أن يوصلها في فيه، يدخلها في فيه لا يستطيع أن يمضغها.
مثل هذا الكلام يذكرنا بقول أبي هذيل العلاف -يعني استطراداً- ماذا يقول بالنسبة لأهل النار في النار؟ أنها تتعطل منهم الحركات في النار، هو ممن يقول بفناء النار، المعتزلة رأيهم أن الجنة والنار تفنيان، وأبو هذيل العلاف ممن تلطف كما يقول ابن القيم، فأراد أن يأتي برأيٍ وسط، يكون كالحجارة تتعطل منهم الحركات والنار تخمد، وبعدين؟ ما جاء بجديد، ابن القيم رد عليه في النونية بكلامٍ طيب فليراجع.
"باب ذكر الدجال" .. لأن ابن القيم ذكر هذا مثالاً أن منهم من يرفع اللقمة، وفي الجنة تتعطل حركاته، وفي النار كذلك.
ثم بعد هذا:"باب ذكر الدجال" الدجال مبالغة في الدجل وهو الكذب والتلبيس، والمراد به الدجال الأكبر غير الثلاثين الذين سبق الحديث عنهم.