يقول بعد ذلك:"حدثنا محمد بن العلاء -أبو كريب- قال: حدثنا أبو أسامة -حماد بن أسامة- عن بريد -بن عبد الله عن –جده- أبي بردة عن أبي موسى -عبد الله بن قيس- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:((من حمل علينا السلاح -معاشر المسلمين- فليس منا)) فليس منا، لا شك أن في حمل السلاح إخافة للمسلمين، وإدخال للرعب في قلوبهم، ولا شك أن الأمن أهم من الطعام والشراب، الأمن أهم من الطعام والشراب، {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ} إيش؟ {مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ} [(١٥٥) سورة البقرة] بعد الخوف، البلوى بالخوف أعظم من البلوى بالجوع، وذكر بعض المفسرين أنه أراد أن يطبق ما جاء في هذه الآية، فجاء بشاةٍ صحيحة سليمة ووضع عندها الطعام، وربط أمامها ذئب وقفل عليها، مربوط الذئب لا يستطيع الوصول إليها، وهذه بجوارها العلف، الطعام، وجاء بأخرى مريضة –كسيرة- وجعل عندها الطعام وقفل عليها الباب، هاه؟ لما أصبح فتح الباب وجد الشاة التي عند الذئب ما تحرك طعامها ما نقص، ما نقص، والأخرى قد أكلت الطعام كله، وهي مريضةٌ كسيرة.
بعد هذا يقول الإمام -رحمه الله تعالى-: "حدثنا محمد" وهو ابن يحيى الذهلي أو ابن رافع، لكن الأكثر على أنه الذهلي، والإمام البخاري -رحمه الله تعالى- يروي عنه ولا يسميه، ما يمكن أن يسميه باسمه الكامل الواضح الذي يعرف به؛ لما عرف بينهما من خلاف في مسألة اللفظ، اللفظ بالقرآن، فالذهلي إمام حافظ، متقن من أوعية العلم، لا مندوحة ولا مفر عن الرواية عنه، ولاختلافه مع البخاري في مسألة اللفظ خشي البخاري أن يصرح باسمه فتظن موافقته له في هذه المسألة، فالإمام البخاري -رحمه الله- لورعه روى عنه، ولخوفه من أن تظن به الموافقة له في الرأي أبهمه.
قال: "حدثنا محمد، قال: حدثنا عبد الرزاق -بن همام الصنعاني المعروف- عن معمر ٍ -بن راشد- عن همام -بن منبه- قال: سمعت أبا هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:((لا يشير أحدكم على أخيه بالسلاح)) (لا يشير)"لا" هذه إيش؟ نافية وإلا ناهية؟