الأخيرة على هذا البلد الأمين بنعمة سابغة، بنعمة عظيمة، ما عرف التاريخ لها بعد القرون المفضلة مثيلا، ولا عرف لها نظيرا، منحه الله قيادة حكيمة، ورجالا مخلصين، استرخصوا كل غال ونفيس في سبيل المحافظة على حرمة هذا البيت وأمنه، وفي سبيل راحة الحجاج وتهيئة السبل لهم، وتذليل الصعاب لهم، بذلوا كل ما يستطيعون عليه، وهم سائرون على هذا الطريق إن شاء الله في كل عام، وبلد الله الأمين يشهد تقدما وعمرانا ونهضة وخدمات متواصلة، ما يمضي عام إلا والذي بعده خير منه، كل ذلك من فضل الله وكرمه؛ لأن هذه القيادة تؤمن بأن هذا واجب إسلامي عليها، وأن الله شرفها بخدمة هذا البلد الأمين ومن عليها بذلك، فهي ترعى حرمة المسلمين وأمنهم واطمئنانهم، وتسعى جاهدة في تأمين سبيل الحجاج، والواقع شاهد على ذلك.
إن كل مسلم زار بيت الله وأدى شعائر الحج يرى هذا البلد الأمين آمنا مطمئنا، موفرا به كل خير، مهيأة فيه السبل، مفتوحة أبوابه للحجاج والمعتمرين على مدار العام، هذه نعمة من الله لا يجحدها أو يخفيها إلا حاقد مريض، لكن الحقائق لا بد أن تنطق، كل من زار البلد الأمين وجده آمنا مطمئنا، ووجد كل ما يحتاج الحجاج إليه موفرا لهم أحسن ما يكون، فجزاهم الله عن الإسلام والمسلمين خيرا، ووفقهم لصالح الأعمال، وجعلهم قادة مخلصين، أنصارا لدين الله، وأعوانا للحق والهدى.
حجاج بيت الله الحرام، أقبلوا على طاعة الله، وأخلصوا لله حجكم وأعمالكم، واحذروا السماع والإصغاء للمضللين.