ومما استحسناه في هذا الكتاب أن تكون خطبة كل عام مفردة عن خطبة العام الذي يليه، وتكون الخطبة الواحدة مسرودة بفقراتها المتنوعة، مع ترقيم ما يحتاج إلى عزو، أو تعليق، بأرقام مسلسلة، وتكون الهوامش في آخر كل خطبة، ولا يخفى على فطنة القارئ الكريم أن هذه الطريقة أدعى لاستيعاب الخطبة بكامل فقراتها وتسلسل أفكارها ومحتوياتها، إضافة إلى أن الفاصل بين الخطبة والهوامش يسير، يسهل الرجوع إليه لمن أراده.
هذا، وإن مما يذكر فيشكر ما قام به الأخوان الفاضلان الشيخ عبد النافع زلال بن عبد الحي بن عبد الوهاب، وهو من طلاب سماحة شيخنا - حفظه الله - المميزين بالخلق الجم، والعقلية الناضجة، الذي كان خير معين لي في مراحل كثيرة من هذا العمل، فجزاه الله خير الجزاء، وفضيلة الشيخ محمد بن ناصر القحطاني، الباحث الشرعي بالرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء، الذي لم يأل جهدا ولا نصحا، وقد عمل معنا في مراجعة هذا الكتاب، فجزاه الله عنا خير الجزاء، ولما كان الحديث عن عرفة، فإني أرى لزاما علي أن أشيد بالجهود العظمية والجبارة من قبل حكومة هذه البلاد المباركة، المملكة العربية السعودية، التي بذلت الغالي والنفيس، جهدا، ومالا، ووقتا، وخبرة، وكل ما يمكن للتسهيل على ضيوف الرحمن، من تهيئة للمشاعر على اختلافها، وعناية بالشعائر على تنوعها، وما أن ينقضي الموسم إلا وتجد العمل على قدم وساق لاستقبال الموسم المقبل بتدارك ما سبق وإنجازات جديدة لا تكاد تخطئها عين المنصف، مما كان له أثر كبير بفضل الله -عز وجل- على تيسير أداء هذه الفريضة العظيمة، التي كانت وعلى مر التاريخ من أعظم