للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جهود عظيمة في سبيل راحة المسلمين واستقبال الحجيج كل عام، وتهيئة السبل المناسبة لهم حتى يؤدوا نسكهم على الوجه المرضي، ما فعلوا ذلك إلا طاعة لله وطلبا لثواب الله، فجزاهم الله عما فعلوا خيرا.

“ حماية الله تعالى لبيته الحرام، وعقابه لكل من يحاول الإخلال بأمنه “

حجاج بيت الله الحرام، إن الله من عزته وحكمته حمى بيته الحرام وجعله آمنا مطمئنا كما أخبر الله أنه حرما آمنا، وأن من أراده بشر فإن الله يعاقبه بمجرد همه، {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} (١) ، وحكمة الله اقتضت أن كل من هم بسوء فإنه يعاجل له العقوبة في الدنيا مع ما يدخره له في الآخرة من العذاب الأليم.

لقد حاول أبرهة أن يؤذي البيت الحرام ويهدمه، فأنزل الله عليه طيرا أبابيل، ترميهم بحجارة من سجيل، وحاول فئة أخرى ليذيقوا أهله الذل والهوان، فسلط الله عليهم عقوبة سلبت عنهم كل خير، وهذه سنة الله فيمن هم في هذا البيت الحرام بسوء وفساد، أن يعجل له العقوبة وينزل به الذل والهوان، سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا.

“ وجوب الحج وأنه ركن من أركان الإسلام “

حجاج بيت الله الحرام، إن الله افترض الحج على أمة الإسلام وجعله خامس أركان الإسلام، افترضه على المسلم في عمره مرة، من أداه في عمره فقد أدى الواجب الذي عليه، {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} (٢) ، خطب المصطفى -صلى الله عليه وسلم- فقال: «أيها الناس، قد فرض الله عليكم الحج فحجوا". فقال رجل: أكل عام يا رسول الله؟ فسكت حتى قالها ثلاثا، فقال:

(٣)


(١) سورة الحج الآية ٢٥
(٢) سورة آل عمران الآية ٩٧
(٣) أخرجه مسلم في صحيحه، وسبق تخريجه في خطبة عام (١٤٠٢ هـ) ، الهامش (٨)

<<  <   >  >>