للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فلما انحرف المسلمون عن دين الله، وزهدوا في هذا الدين، وابتغوا العزة والكرامة في غيره- عند ذلك تسلط عليهم الأعداء، وأصابهم من النقص ما أصابهم على حسب بعدهم عن دين الله، وما زال المسلمون ينأون عن دين الله، ويتخلون عن تعاليمه، وتفقد أحكامه بينهم، حتى سلط الله عليهم عدوهم جزاء وفاقا {وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} (١) ، {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} (٢) .

[الحث على الرجوع إلى تعاليم هذا الدين ومبادئه السامية، ليعود للأمة مجدها وكرامتها]

أمة الإسلام، هل من رجوع إلى دين الله؟ هل من عودة إلى هذا الدين؟ هل من رجوع صحيح إلى تعاليمه القيمة ومبادئه السامية؛ ليعود للأمة مجدها وعزها وكرامتها؟!

هل فكر المسلمون أن يغيروا مناهج تعليمهم فيجعلوها مناهج صالحة، حتى يتربى هذا الجيل تربية إسلامية صالحة، مؤمنا بالله ورسوله ودينه، محكما لشرع الله، مقتنعا أن هذا الدين هو الدين الصالح للبشرية لا سواه؟!

هل حاول المسلمون يوما أن يخلصوا اقتصادهم من أن يكون مرتبطا بأعداء الله، فيجعلوه اقتصادا إسلاميا مبنيا على قواعد الشرع، حتى تكون نظمهم


(١) سورة فصلت الآية ٤٦
(٢) سورة الأنفال الآية ٥٣

<<  <   >  >>