[كل ما أصاب الأمة من بلاء ومصيبة فإنما سببها الذنوب والإعراض عن دين الله]
أيها الأمة الإسلامية، إن كل نقص في الأمة، اهتزاز في اقتصادها، أو اضطراب في أمرها، أو اختلاف في كلمتها، فإنما سببه الذنوب والإعراض عن دين الله، خرج -صلى الله عليه وسلم- على جملة من المهاجرين فقال: «يا معشر المهاجرين، خمس إذا ابتليتم بهن -وأعوذ بالله أن تدركوهن -: لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المئونة وجور السلطان عليهم، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوا من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم، وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم (١) »
فيا أمة الإسلام، إن التمسك بهذا الدين والعمل به يجمع القلوب ويوحد الشمل ويعيد للأمة عزها ومكانتها.
[على الأمة الإسلامية أن يحلوا مشاكلها في ضوء تعاليم دينها، وفي محيط كيانها]
نسأل الله أن يجمع الأمة الإسلامية على الخير والهدى وأن يعيذها من الفرقة والاختلاف، وأن يبصرها في واقعها، لتتدارك أخطاءها، فتسعى في حل مشاكلها في محيط إسلامها، فإن الأمة الإسلامية مطلوب منها أن يكون حل كل مشكلة من مشاكلها في إطار الإسلام، في محيط الأمة الإسلامية، حتى لا يكون للعدو نفوذ على الأمة، فالعدو لا يكن لنا حبا ولا ودا، وإنما أمة الإسلام إذا حلت مشاكلها في إطارها، وصارت مشاكلها تحل بتعاليم دينها، عند ذلك ترى دينها كفيلا لحل أي مشكلة، وإنهاء أي فتنة مهما عظمت ومهما كبرت.
(١) أخرجه ابن ماجه في سننه ٢ \١٣٣٢، كتاب الفتن باب العقوبات ح (٤٠١٩) والطبراني في المعجم الأوسط ٥ \٦١، ح (٤٦٧١)