للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[ما من الله على أهل هذه البلاد من رغد العيش وأمن السبل إنما كان بسبب تمسكهم بالإسلام وتطبيق حدوده]

حجاج بيت الله الحرام، اليوم التقى جمعكم في هذا المكان المبارك، وحللتم في هذه البلاد العزيزة، وشاهدتم ما من الله على أهلها من الخير والبركة، من رغد العيش وأمن السبيل، وما يعيشه أهلها في نعمة الله العظيمة التي منحهم الله إياها فضلا منه ورحمة وكرما وجودا، تنظرون إلى هذه النعم العظيمة التي يعيش فيها أبناء هذه البلاد، إنما نالوها بتوفيق الله لهم، ثم بتحكيم شرع الله وتطبيق حدوده، وكون هذا المجتمع المسلم مجتمعا مترابطا، بين قادته ومواطنيه من المحبة والمودة ما الله به أعلم، ارتباطا قائما على تحكيم هذه الشريعة والعمل بها وتطبيقها، فالعدالة سائدة، فهذه البلاد في نعمة عظيمة وبحبوحة من العيش، نعمة الإسلام قبل كل شيء، ثم هذا الأمن والاستقرار الذي عم أرجاءها، ذلك بفضل الله وكرمه.

[حرص بلاد الحرمين على تطبيق الشريعة، ووحدة الصف بين أبنائها، والبعد عن الحزبية والطائفية]

ذلكم يا عباد الله، أن هذه البلاد عقيدتها عقيدة التوحيد الخالص، ومنهجها تحكيم شرع الله، فليس بينهم حزبية ولا طائفية، ولكن أمة متحدة، تعمل بشرع الله.

إن هذه البلاد لم يقتصر خيرها على أبنائها ومن هم داخل بلادها، بل تعدى خيرها لأبناء المسلمين عامة، فهي دائما ترعى مصالح المسلمين، وتسد خلتهم وتعينهم على ما أصابهم من النوائب؛ لأنها ترى ذلك واجبا عليها يفرضه عليها دينها الذي تؤمن به، وتحكمه وتدين الله به، وهذه البلاد الكريمة تحمي مقدسات الإسلام فترى واجبا عليها إسعاف المسلمين ومساعدتهم ومد يد

<<  <   >  >>