للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يصورون فسادهم وضلالهم في قالب الإصلاح {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ} (١) {أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ} (٢) ، إنهم قوم من جلدتنا، يتكلمون بألسنتنا، يهتدون بغير هدينا، دعاة على أبواب جهنم، من أطاعهم وأصغى لقولهم ألقوه فيها، فكونوا على حذر من هذا الصنف يا عباد الله.

إن من أولئك المنافقين فئة حاربوا الإسلام بأقلامهم وأعمالهم، تعرف نفاقهم في تفوههم بما يتفوهون به من كفر وضلال {وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ} (٣) .

[بيان ما في أحكام الشريعة الإسلامية من العدل والإنصاف، وأنها وحدها كفيلة بتحقيق الأمن في المجتمع]

إن من أولئك المنافقين قوما يدعون إلى عزل الشرع عن نظم الحياة، إلى تعطيل أحكام الله ورسوله، إلى الاستعاضة عن أحكام الله العادلة المنصفة بقوانين ظالمة فاجرة كافرة، يزعمون جهلا وزورا عجز الإسلام وقصوره، وأن الإسلام لا يستطيع أن يواكب الحياة، وأن القرن العشرين قرن الرقي والتقدم يجب أن يحكم بقوانين غير إسلامية، وأن الإسلام قد انتهى دوره في الحياة، ذلك من أعداء الإسلام، كل تلك الأباطيل من المنافقين الضالين.

إن أحكام الإسلام هي الأحكام العادلة، الأحكام المنصفة، الأحكام التي تحقق لمن طبقها الأمن والاستقرار والطمأنينة، الأحكام التي تجعل المجتمع مجتمعا متماسكا متراحما، أما القوانين الوضعية فلن تستطيع حل مشاكل العصر، هي عاجزة قاصرة، واضعوها لا تستقل عقولهم بإدراك الحقائق على ما هي عليه، أما قوانين الشرع فهي صادرة من حكيم خبير {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} (٤) .


(١) سورة البقرة الآية ١١
(٢) سورة البقرة الآية ١٢
(٣) سورة محمد الآية ٣٠
(٤) سورة الملك الآية ١٤

<<  <   >  >>