للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفضلا عظيما، أمر يشهد به كل أحد، فمن زار هذه البلاد من الحجاج والمعتمرين ورأى هذا الأمن والاستقرار، علم مقدار نعمة الله على هذه البلاد وكيف كانت عاقبة تحكيم شرع الله والتمسك به، فنسأل الله المزيد من فضله وكرمه، وأن يوفق قادة هذه البلاد لما يحبه ويرضاه، إنه على كل شيء قدير.

“ على الحجاج إقامة ذكر الله ودعاؤه والثناء عليه في هذا الموسم العظيم، وأن يغتنموا هذه الفرصة لعبادة الله وحده “

حجاج بيت الله الحرام، الحج مناسبة عظيمة لإقامة ذكر الله ودعائه واستغفاره والثناء عليه، هو عبادة يتقرب بها العبد إلى الله، احذروا أن تحرفوا الحج عن وجهته الشرعية، احذروا أن تعدلوا به عن منهج الله الذي أراده، فالله أراد لكم بهذا المكان أن تذكروه وتستغفروه {فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ} (١) ، فمن حاول أن يغير الحج عن وجهته الشرعية في شعارات جاهلية ودعوات مضللة وأمور لا علاقة لها بالإسلام، فأولئك ممن حاولوا صرف الحج عن وجهته الشرعية، وهذا يرفضه الإسلام ويأباه.

حجاج بيت الله الحرام، إن نبيكم -صلى الله عليه وسلم- حج حجة واحدة، هي حجة الوداع التي ودع الناس فيها، وما فعل -صلى الله عليه وسلم- فعلا إلا قال لهم: « (خذوا عني مناسككم فلعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا) (٢) »

“ بيان صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم “

جاء -صلى الله عليه وسلم- يوم عرفة وخطب بهذا الوادي في هذا المكان خطبة عظيمة، أعلم الناس فيها حرمة الدماء وحرمة الأموال، وألغى فيها مآثر الجاهلية، وبين تحريم الربا، وما للمرأة من الحقوق وما عليها من الواجبات، وأخبرهم أنه تارك فيهم ما لن يضلوا إن تمسكوا به وهو كتاب الله ثم


(١) سورة البقرة الآية ١٩٨
(٢) أخرجه النسائي في السنن الكبرى، والبيهقي في السنن الكبرى وأصله عند مسلم في صحيحه، وسبق تخريجه في خطبة عام (١٤٠٢ هـ) الهامش (٣)

<<  <   >  >>