من الصعوبة (والحرج) أن يسطو تلميذٌ (مبتدئ) على محاضرةٍ لشيخه، فيقوم بنسخها، ومن ثم طباعتها، ونشرها، دون مراجعة شيخه، أو علمه. وذلك لأنَّ العلماء ـ ولا سيما الكبار ـ قد يُجيبون (شفاهة) من الذاكرة، وأمَّا عند الكتابة فيكون في كلامهم شيءٌ من التحرير، والدقة. ولذلك كان ينهى سيد فقهاء عصره: العلامة: محمد بن صالح العثيمين ـ رَحِمَهُ اللهُ ـ أنْ تُنْسخ أشرطته، وتُطْبَع دون مراجعته. وقال في مقدمته لـ: ’’شرح العقيدة الواسطية’’ (١/١٧ ـ ١٨) ، وقد كان أشرطة، ثم نُسِخت: (من المعلوم أنَّ الشرح المتلقى من التقرير ليس كالشرح المكتوب بالتحرير؛ لأنَّ الأوّل يعتريه من النقص والزيادة ما لا يعتري الثاني ... (ثم قال) : رأيت من المهم أن أقرأ ’’الشرح’’ بتمهُّلٍ، من أجل إخراج ’’الشرح’’ على الوجه المَرْضِيَّ، ففعلت ذلك ولله الحمد، وحذفت ما لا يُحتاج إليه، وزدت ما يُحتاج إليه) أ. هـ وقال العلامة الدكتور: صالح الفوزان حفظه اللهُ: (الأشرطة لا تكفي مرجعاً يُعْتَمَدُ عليه في نقل كلام أهلِ العلم؛ لأنها غير محررة، وكم من كلامٍ في شريطٍ لو عُرِضَ على قائله، لتراجع عنه) أ. هـ قاله ضمن مقال: ’’التحذير من كتاب: (هزيمة الفكر التكفيري) ؛ لخالد العنبري’’، ونُشِر بمجلة: ’’الدعوة’’، العدد رقم (١٧٤٩) .