للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١٠٠- حديث "أنه صلى الله عليه وسلم قال: يا معاذ بْنَ جَبَل".

هو بنصب (ابن) لا غير، ويجوز في (معاذ) الضمّ والفتح.

قال ابن مالك في شرح الكافية ١: "يجوز في العلم المضموم في النداء أن يفتح إذا وصف بابن متصل مضافاً إلى علم نحو: يا زَيْدَ بْنَ عَمْرو. ولا يمتنع الضمّ، وهو عند المبردّ أولى من الفتحً".

وقال الأبَّدَي٢ في شرح الجزولية: الضمّ على أصله يا النداء، ونصب الابن على النعت، لأنه لا يستعمل في الخبر إلاّ نعتاً فكذا يكون في النداء، والفتح على التركيب وجعلهما اسماً واحداً، وكأن حرف الإعراب على هذا في آخر النعت.

وقوله: "ما مِنْ أحدٍ يَشْهَدُ أًنْ لا إِله إلاّ الله وأنّ محمداً رسول الله صِدْقا مِنْ قلبه إلاّ حرَّمَه الله على النار".

قال الكرماني٣: "هو استثناء من أعمّ الصفات، أي ما أحد يشهد كائناً بصفة إلاّ بصفة التحريم".

وقوله: "أَفَلا أً خبرُ بِه الناسَ فيَسْتبْشِروا".


أنظر: ديوان النابغة الذبياني ص ١٢٣- طبعة دار صادر- بيروت شرح أبيات سيبويه لابن السيرافي- تحقيق د. محمد علي سلطاني ٢/٣٣٥. وقد أستشهد سيبويه بالبيت على حذف ياء المتكلم تشبيهاً بياء القاضي، قال سيبويه ٤/١٨٦: (ودلك قولك هذا غلامْ وأنت تريد هذا غلامي،.. وقال النابغة:
إذا حاولت في أسدٍ فجوراً ... فإني لستُ منكَ ولست منْ
يريد منيّ. وقال النابغة.
وهم وردوا الجفار على تميمٍ ... وهم أصحابُ يوم عكاظ إنْ
يريد. إنّي سمعنا ذلك ممن يرويه عن العرب الموثوق بهم. وترك الحذف أقيس...)
١٠٠- الحديث عن أنس: "أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان في بعض أسفاره، ورديفه معاذ بن جبل، ليس بينهما غير أخرة الرحل، إذا قال نبي الله صلى الله عليه وسلم يا معاذ بن جبل...". مسند أحمد ٣/ ٢٦٠ البخاري: كتاب العلم- باب من خصّ بالعلم قوماً ١/٢٢٦. مسلم بشرح النووي ١/٢٣٠.
١ شرح الكافية الشافية لابن مالك ٣/١٢٩٧.
٢ هو علي بن محمد بن محمد بن عبد الرحيم الخشني الأبذي أبو الحسن، كان نحوياً ذاكراً للخلاف في النحو، من أهل المعرفة كتاب سيبويه، أقرأ بمالقة ثم انتقل إلى غرناطة فأقرأ بها إلى أن مات سنة. ٦٨٠هـ. انظر: بغية الوعاة ٢/ ١٩٩
٣ البخاري بشرح الكرماني ٢/١٥٥.