للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

التصنيف في إعراب الحديث:

لقد كان لهذه المواقف المتضاربة من النحاة أن قلّ التصنيف في إعراب الحديث، فلا نجد كتباً متخصصة في إعراب الحديث غير ثلاثة كتب: الأول للعكبري، والثاني لابن مالك، والثالث للسيوطي.

قال السيوطي في مقدمة كتابه "عقود الزبرجد":

" ... وبعد فقد أكثر العلماء قديماً وحديثاً من التصنيف في إعراب القرآن ولم يتعرضوا للتصنيف في إعراب الحديث سوى إمامين: أحدهما الإمام أبو البقاء العكبري ... والثاني الإمام جمال الدين ابن مالك ... وقد استخرت الله تعالى في تأليف كتاب في إعراب الحديث مستوعب جامع ... "

وفيما يلي وصف لهذه المصنفات:

(١) إعراب الحديث النبوي- للإمام العكبري (٥٣٨-٦١٦هـ) :

أبو البقاء محب الدين عبد الله بن الحسن العكبري الأصل، البغدادي المولد والدار، الفقيه الحنبلي الحاسب الفرضي النحوي الضرير١.

برع أبو البقاء في فنون كثيرة وله مصنفات عديدة منها: إعراب القرآن واللباب في علل البناء والإعراب، وشرح الإيضاح والتكملة لأبي علي الفارسي، وشرح المفصل للزمخشري وغيرها.

وقد صنف أبو البقاء العكبري أول كتاب في إعراب الحديث٢، وأعتمد في أخذ الأحاديث على كتاب جامع المسانيد لابن الجوزي (٥٩٧هـ) الذي جمع فيه مصنفه غالب مسند أحمد وصحيح البخاري ومسلم والترمذي.

قال أبو البقاء في مقدمته:

"أما بعد فإن جماعة من طلبة الحديث التمسوا مني أن أملي مختصراً في إعراب ما يشكل من الألفاظ الواقعة في الأحاديث، وأن بعض الرواة قد يخطئ فيها، والنبي صلى الله عليه وسلم


١ أنظر ترجمته في: الذيل على طبقات الحنابلة لابن رجب ٢/ ١٠٩، نكت الهميان للصمدي ١٧٨، الذيل على الروضتين لأبي شامة ١٩٩، أنباه الرواة للقفطي ٢/ ١١٦، وفيات الأعيان لابن خلكان ٣/ ١٠٠، بغية الوعاة ٢/ ٣٨، شذرات الذهب٥/ ٦٧ معجم الأدلاء٦/ ٤٦، البداية والنهاية ١٣/ ٨٥، الأعلام ٤/ ٢٠٨.
٢ حققت هذا الكتاب مع دراسة بعنوان " النحاة والحديث النبوي " وحصلت بهما على درجة الدكتوراه من جامعة الأزهر لإشراف أستاذنا الدكتور أحمد كحيل. وقد طبعت الكتابين في عمان.