قوله: "فشُقّ من النَّحرْ إلى مَراقِّ البطن".
قال الجوهري١:" [مراق [، لا واحد لها".
وقال الواحدي٢: "واحدها مَرَق".
٨٠- حديث "رُصُّوا صُفُوفَكُم وقارِبوا بَيْنَها وحاذُوا بالأَعْناق، فوالذي نَفْسي بيده إني لأرى الشَّيطانَ يَدْخُلُ مِنْ خَلَلِ الصفّ كأَنَّها الحَذَف" ٣.
قال المظهري في شرح المصابيح: الضمير في (كأنها) راجع إلى مقدر، أي جعل نفسه شاة أو ما عزة كأنها الحذف.
وقال الطيبي في شرح المشكاة٤: الضمير إذا وقع بين شيئين أحدهما مذكر والآخر مؤنث يجوز تذكيره وتأنيثه، كما في قولهم: من كانت أمَّك، ومن كان أمَّك٥. وهنا الحَذَف مؤنث، والشيطان شُبّه بها، فيجوز تأنيث الضمير باعتبار الحَذَف وتذكيره باعتبار الشيطان.
٨١- حديث "ما مِنْ أَحدٍ يومَ القِيامة غَنِيّ ولا فَقير إلاّ وَدَّ أَنما كان أُوتي مِنَ الدّنيا قوتا".
قال أبو البقاء٦: (مِنْ) زائدة. و (غني) بالرفع صفة لأحد على الموضع، لأن الجار والمجرور٧ في موضع رفع. ونظيره قوله تعالى: {مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} ٨ بالرفعٍ على الموضع وبالجر على اللفظ. ويجوز في الحديث (غنيٍ ولا فقيرٍ) بالجر على اللفظ أيضاً.
١ الصحاح (مادة رقّ) : مراقُّ البطن ما رقّ منه ولان، ولا واحد له.
٢ علي بن أحمد الإمام أبو الحسن الواحدي، إمام مصنف مفسرّ نحوي، أتقن الأصول على الأئمة، صنّف: البسيط والوسيط، والوجيز في التفسير، أسباب النزول، شرح ديوان المتنبي. مات سنة ٤٦٨ هـ. انظر بغية الوعاة ٢/ ١٤٥.
٨٠- مسند أحمد ٣/ ٢٦٠. سنن أبي داود: تسوية الصفوف برقم ٦٦٧ (تحقيق الشيخ محيي الدين)
٣ قال في النهاية ١/٣٥٦: الحَذَف هي الغنم الصّغار الحجازية، واحدتها حَذَفة بالتحريك. وقيل: هي صغار جُرْدّ ليس لها آذان ولا أذناب يجُاء بها من جُرَش اليمن.
٤ شرح مشكاة المصابيح للطيبي جـ٢ ورقة ٦.
٥ قال بعض العربْ من كانت أًمك. حيث أوفي مَنْ على مؤنث.. قالوا: من كان أُمك... انظر: الكتاب لسيبويه ١/٥١ تحقيق هارون.
٨١- مسند أحمد ٣/١١٧.
٦ إعراب الحديث النبوي برقم ٤٤.
٧ الصحيح أن المجرور وحده في محل رفع.
٨ الأعراف: آية ٥٩. قرأ الكسائي وحده {ما لكم من إله غيره} خفضاً، وقرأ الباقون رفعاً. انظر: السبعة في القراءات ص ٢٨٤.