محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد بن حَريز الزُّرَعي الدمشقي شمس الدين، ابن قيِّم الجوزية الحنبلي.
العلامة الكبير المجتهد المطلق المصنف المشهور، ولد سنة إحدى وتسعين وستمائة، وسمع من ابن تيمية، ودرَّس بالصدرية وأمَّ بالجوزية، وأخذ الفرائض عن أبيه، وأخذ الأصول عن الصفي الهندي، وابن تيمية، وبرع في جميع العلوم، وفاق الأقران، واشتهر في الآفاق وتبحر في معرفة مذاهب السلف، وغلب عليه حبُّ ابن تيمية حتى كان لا يخرج عن شيء من أقواله بل ينتصر له في جميع ذلك، وهو الذي هذَّب كتبه ونشر علمه، بما صنفه من التصانيف الحسنة المقبولة، واعتقل مع ابن تيمية وأهين وطيف به على جمل مضروباً بالدِّرَّة، فلما مات ابن تيمية أفرج عنه، وامتحن مرة أخرى بسبب فتاوى ابن تيمية، وكان ينال من علماء عصره وينالون منه.
قال الذهبي في «المختص»: حُبس مدة لإنكار شد الرحال لزيارة قبر الخليل، ثم تصدر للاشتغال ونشر العلم، ولكنه معجب برأيه، جريء على الأمور. انتهى.
قلت: بل كان متقيدًا بالأدلة الصحيحة، معجبًا بالعمل بها، غير معوِّل على الرأي صادعًا بالحق لا يحابي فيه أحدًا، ونِعْمَت الجرأة.
(١) (٢/ ١٤٣ - ١٤٦) تصوير مكتبة ابن تيمية، القاهرة.