«الشَّهادة الزَّكية في ثناء الأئمة على ابن تيميَّة»(١)
لمرعي الكرمي الحنبلي (ت ١٠٣٣)
ابن القيم، وهو العلامة شمس الدّين الحنبليّ، أحد المحقِّقين، علم المصنفين، نادرة المفسّرين، أبو عبد الله محمَّد بن أبي بكر بن أيُّوب بن سعد بن حريز الزُّرعي الأصل ثمَّ الدِّمشقي، ابن قيم الجوزية، وتلميذ ابن تيمية، له التصانيف الأنيقة والتآليف التي في علوم الشَّريعة والحقيقة.
ولد سنة إحدى وتسعين وستمائة، ومات في رجب سنة إحدى وخمسين وسبعمائة بدمشق.
وكان قد لازم ابن تيمية وأخذ عنه علمًا جمًّا، فكان ذا فنون من العلوم، صاحب إدراك لسرائر المنطوق والمفهوم، وبرع في علم الحديث بحيث انتهت إليه فيه الرِّئاسة.
قال الحافظ أبو بكر محمَّد بن المحب: قلت لشيخنا الحافظ المزي: ابن القيم في درجة ابن خزيمة؟ فقال: هو في هذا الزَّمان كابن خزيمة في زمانه.
ومن مصنفاته:«زاد المعاد في هدي خير العباد» في أربعة مجلدات، وكتاب «سفر الهجرتين وباب السعادتين».
قال - رحمه الله - في ترجمته لابن تيمية: شيخ الإسلام والمسلمين القائم ببيان الحق ونصرة الدّين الدَّاعي إلى الله ورسوله المجاهد في سبيله، الَّذي أضحك الله به من الدّين ما كان عابسًا، وأحيا من السّنة ما كان دارسًا، والنور
(١) (ص ٣٣ - ٣٥). تحقيق نجم عبد الرحمن خلف، دار الفرقان والرسالة ١٤٠٥.