قال الذهبي في «المعجم المختص»: حُبس مدةً لإنكار شد الرحل لزيارة الخليل، ثم تصدر للاشتغال ونشر العلم، ولكنه معجب برأيه جريء على الأمور. انتهى.
قلت: بل كان يتقيد بالأدلة الصحيحة، معجبًا بالعمل بها، غيرَ معوِّل على الرأي، صادعًا بالحق، لا يحابي فيه أحدًا، ونعمَتْ تلك الجرأة.
وكان مغرًى بجمع الكتب، فحصل منها ما لا يحصى، وله من التصانيف:«الهدي»، و «أعلام الموقعين»، و «بدائع الفوائد»، و «جلاء الأفهام»، و «مصايد الشيطان»، و «الداء والدواء»، و «كتاب الصلاة»، وكتاب «تحفة النازلين بجوار رب العالمين»، و «الصواعق المرسَلَة على الجهمية والمعطلة» في مجلدات، وكتاب «نزهة المشتاقين وروضة المحبين»، وكتاب «اجتماع الجيوش الإسلامية على غزوة الفرقة الجهمية»، و «عدة الصابرين»، و «الفتح القدسي»، و «أقسام القرآن»، و «أيمان القرآن»، وكتاب «إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان».
ذكر له نعمان ترجمته في «الروضة الغناء»، وقال: الأصولي النحوي المفسر، المفنن في علوم كثيرة، دفن تجاه المدرسة الصابونية، وبني على قبره قبة. انتهى.
وقال السخاوي: العلامة الحجة، المتقدم في سعة العلم، ومعرفة الخلاف، وقوة الجنان، ورئيس أصحاب ابن تيمية الإمام، بل هو حسنة من حسناته، والمجمع عليه بين المخالف والموافق، وصاحب التصانيف السائرة، والمحاسن الجمة، انتفع به الأئمة، ودرَّس بأماكن. ثم سرد تصانيفه، فذكر منها اثنين وخمسين كتابًا، قال: وله نظم كثير، ثم ذكر منه