وحج مرات كثيرة وجاور بمكة، وكان أهل مكة يتعجبون من كثرة طوافه وعبادته. وسمعت عليه «قصيدته النونية» في السُّنة وأشياء من تصانيفه غيرها. وأخذ عنه العلم خلق كثير في حياة شيخه وإلى أن مات وانتفعوا به.
قال القاضي برهان الدين الزُّرَعي: وما تحت أديم السماء أوسع علماً منه.
ودرّس بالصدرية وأمّ بالجوزية، وكتب بخطه ما لا يوصف كثرة، وصنف تصانيف كثيرة جدًّا في أنواع العلوم وحصل له من الكتب ما لم يحصل لغيره.
فمن تصانيفه:«تهذيب سنن أبي داود وإيضاح مشكلاته»، و «سفر الهجرتين»، و «مراحل السائرين»، و «الكلم الطيب»، و «زاد المسافرين»، و «زاد المعاد» أربع مجلدات، وهو كتاب جليل، وكتاب «نقد المنقول»، وكتاب «أعلام الموقعين عن رب العالمين» ثلاث مجلدات، كتاب «بدائع الفوائد» مجلدان، «النونية» الشهيرة بـ «الشافية الكافية، «الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة»، «حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح»، و «نزهة المشتاقين»، وكتاب «الداء والدواء»، وكتاب «مفتاح دار السعادة» مجلد ضخم غريب الأسلوب، و «اجتماع الجيوش الإسلامية»، وكتاب «الطرق الحكمية»، وكتاب «عدة الصابرين»، وكتاب «إغاثة اللهفان»، وكتاب «الروح»، وكتاب «الصراط المستقيم»، و «الفتح القدسي»، و «التحفة المكية»، و «الفتاوى» وغير ذلك.
توفي ثالث عشر رجب سنة إحدى وخمسين وسبعمائة، ودفن بمقبرة الباب الصغير بعد أن صُلي عليه بمواضع عديدة.