الدين بن تيمية، قرأ عليه قطعة من «المحصول» ومن كتاب «الإحكام» للآمدي.
وقرأ في أصول الدين على الهندي أكثر «الأربعين» و «المحصَّل (١)»، وقرأ على الشيخ تقي الدين ابن تيمية قطعة من الكتابين، وكثيرًا من تصانيفه.
وكان ذا ذهن سيّال، وفكر إلى حل الغوامض ميّال، قد أكبّ على الاشتغال، وطلب من العلوم كلَّ ما هو نفيس وغالٍ، وناظر وجادل وجالد الخصوم وعادل، قد تبحّر في العربية وأتقنها، وحرَّر قواعدها ومكّنها، واستطال بالأصول، وأرهف منها الأسنة والنُّصُول، وقام بالحديث وروى منه، وعرف الرجال وكلَّ من أخذ عنه.
وأما التفسير فكان يستحضر من بحاره الزخّارة كلَّ فائدة مُهمَّة، ومن كواكبه السيارة كل نيّر يجلو حَنَادس الظلمة.
وأمّا الخلاف ومذاهب السلف فذاك عُشّه الذي مَنه دَرَج، وغابُه الذي ألفه لَيْثُه الخادر ودخل وخرج.
وكان جريء الجنان ثابت الجأش لا يُقعقع له بالشنان، وله إقدام وتمكُّن أقدام، وحظّه موفور، وقبوله كلُّ ذنب معه مغفور، وكان يسلك طريق العلامة تقي الدين ابن تيمية في جميع أحواله، ومقالاته التي تفرّد بها والوقوف عند نص أقواله.
وتوجه إلى الحجاز مرات، وحازَ ما هناك من المبرات.
ولم يزل على حاله إلى أن دخلت تحت رَزَّة الرزيّة، وعدم الناس منه لذة