منامات كثيرة حسنة، - رضي الله عنه -.
وكان قد رأى قبل موته بمدة الشيخَ تقيَّ الدين - رحمه الله - في النوم، وسأله عن منزلته؟ فأشار إلى علوها فوق بعض الأكابر. ثم قال له: وأنت كدت تلحق بنا، ولكن أنت الآن في طبقة ابن خزيمة - رحمه الله -.
وقرئ على شيخنا الإمام العلامة أبي عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب ــ وأنا أسمع ــ هذه القصيدة من نظمه في أول كتابه «صفة الجنة»:
وما ذاك إلا غيرة أن ينالها ... سوى كُفئها، والرب بالخلق أعلم
وإن حُجِبت عنا بكل كريهة ... وحُفّت بما يؤذي النفوس ويؤلم
فللّه ما في حشوها من مسرة ... وأصناف لذات بها يتنعَّم
ولله ذاك العيش بين خيامها ... وروضاتها والثغر في الروض يبسم
ولله واديها الذي هو موعد المـ ... ـزيد لوفد الحب لو كنت منهم
بذيَّالك الوادي يهيم صبابة ... محب يرى أن الصبابة مَغْنَم
ولله أفراح المحبين عندما ... يخاطبهم من فوقهم ويسلِّم
ولله أبصار ترى اللهَ جهرةً ... فلا الضيم يغشاها، ولا هي تسأم
فيا نظرة أهدت إلى الوجه نضرة ... أمن بعدها يسلو المحب المتيم
ولله كم من خَيرة إن تبسمت ... أضاء لها نور من الفجر أعظم
فيا لذة الأبصار إذ هي أقبلت ... ويا لذة الأسماع حين تكَلَّم
ويا خجلة الغصن الرطيب إذا انثنت ... ويا خجلة البحرين (١) حين تبسم
فإن كنتَ ذا قلب عليل بحبها ... فلم يبق إلا وصلها لك مرهم
(١) في بعض نسخ «حادي الأرواح»: «الفجرين».