فيا خاطب الحسناء إن كنت باغيًا ... فهذا زمان المهر فهو المقدم
وكن مبغضًا للخائنات لحبها ... فتحظى بها من بينهن وتنعم
وكن أيِّما ممن سواها، فإنها ... لمثلك في جنات عدن تأيَّم
وصم يومك الأدنى لعلك في غد ... تفوز بعيد الفطر والناس صوم
وأقدم، ولا تقنع بعيش منغص ... فما فاز باللذات من ليس يقدم
وإن ضاقت الدنيا عليك بأسرها ... ولم يك فيها منزل لك يعلم
فحي على جنات عدن، فإنها ... منازلك الأولى، وفيها المخيم
ولكننا سبي العدو، فهل ترى ... نعود إلى أوطاننا ونسلم؟
وقد زعموا أن الغريب إذا نأى ... وشطت به أوطانه فهو مُعدم
وأي اغتراب فوق غربتنا التي ... لها أضحت الأعداء فينا تحكُّم؟
وحي على السوق الذي فيه يلتقى الْـ ... ـمحبُّون، ذاك السوق للقوم معلم
فما شئت خذ منه بلاء ثمن له ... فقد أسلف التجار فيه وأسلموا
وحي على يوم المزيد الذي به ... زيارة رب العرش، فاليوم موسم
وحي على واد هنالك أفيح ... وتربته من أذفَرِ المسك أعظم
منابر من نور هناك وفضة ... ومن خالص العقيان لا تتفصم
وكثبان مسك قد جُعِلن مقاعدًا ... لمن دون أصحاب المنابر يعلم
فبيناهمُ في عيشهم وسرورهم ... وأرزاقهم تُجرى عليهم وتُقسَم
إذا هم بنور ساطع أشرقت له ... بأقطارها الجنات لا يتوهم
تجلى لهم رب السماوات جهرة ... فيضحك فوق العرش ثم يكلم
سلام عليكم، يسمعون جميعهم ... بآذانهم تسليمه إذْ يُسلّم