فلله ما في حشوها من مسرة ... وأصناف لذات بها يتنعَّم
ولله ذاك العيش بين خيامها ... وروضاتها والثغر في الروض يبسم
ولله واديها الذي هو موعد الـ ... ـمزيد لوفد الحب لو كنت منهم
بذيالك الوادي يهيم صبابة ... محب يرى أن الصبابة مَغْنَم
ولله أفراح المحبين عندما ... يخاطبهم من فوقهم ويسلم
ولله أبصار ترى اللهَ جهرةً ... فلا الضيم يغشاها، ولا هي تسأم
فيا نظرة أهدت إلى الوجه نضرة ... أمن بعدها يسلو المحب المتيم
ولله كم من خَيْرة إن تبسمت ... أضاء لها نور من الفجر أعظم
فيا لذة الأبصار إذ هي أقبلت ... ويا لذة الأسماع حين تكَلَّم
ويا خجلة الغصن الرطيب إذا انثنت ... ويا خجلة البحرين حين تبسم
فإن كنتَ ذا قلب عليل بحبها ... فلم يبق إلا وصلها لك مرهم
وذكر أبياتًا، ثم قال:
فيا خاطب الحسناء إن كنتَ باغيًا ... فهذا زمان المهر فهو المقدَّم
وكن مبغضًا للخائنات لحبها ... فتحظى بها من بينهن وتنعم
وكن أيِّمًا ممن سواها، فإنها ... لمثلك في جنات عدن تأيَّم
وصم يومك الأدنى لعلك في غد ... تفوز بعيد الفطر والناس صُوَّم
وأقدم، ولا تقنع بعيشٍ منغَّصٍ ... فما فاز باللذات من ليس يُقْدِم
وإن ضاقت الدنيا عليك بأسرها ... ولم يك فيها منزل لك يعلم
فحيّ على جنات عدن، فإنها ... منازلك الأولى، وفيها المخيم
ولكننا سبي العدو، فهل ترى ... نعود إلى أوطاننا ونسلَّم؟
وقد زعموا أن الغريب إذا نأى ... وشطت به أوطانُه فهو مُعدم