على كل حال الحج صحيح، وإن كان غير مقبول، صحيح مجزئ مسقط للطلب، لكن هو غير مقبول؛ {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} [(٢٧) سورة المائدة]، فالآثار المترتبة عليه لا يستحقها من الأجر، وارتفاع الإثم، لكن يبقى أنه مسقط للطلب، معناه لا يطالب بالحج مرة ثانية؛ فالجهة منفكة.
يقول: ما حكم العفو والصفح لمن زاد اعتداؤه وسوء خلقه؟
على كل حال الأصل هو العفو والصفح {وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} [(٢٣٧) سورة البقرة]، {وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ} [(١٣٤) سورة آل عمران]، هذا الأصل، لكن شخص بعينه زاد، وكلما عفي عنه زاد شره، مثل هذا يوقف عند حده، مثل هذا لا بد أن يوقف عند حده.
يقول: لو أني اشترطت عند الإحرام ثم منعت من الدخول فهل علي شيء؟
لا عليك شيء، ما دام اشترط ما عليك شيء، لك على ربك ما استثنيت.
بعض الشباب يحرمون مفردين من الميقات يوم التاسع ثم يتجهون إلى عرفة، وفي يوم النحر أو اليوم الحادي عشر يذهبون إلى السعي، ويتركون الطواف مع طواف الوداع عند السفر، فهل هذا جائز؟
لحديث أسامة بن شريك يقول:"سعيت قبل أن أطوف"، قال:((افعل ولا حرج))، وهو حديث صحيح، لكن الأصل أن يكون السعي بعد طواف، لكن إذا وقع هذا فالحج صحيح إن شاء الله تعالى، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد ..