فضل المدينة ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم فيها بالبركة وبيان تحريمها وحدود حرمها – الترغيب في سكنى المدينة
الشيخ/ عبد الكريم بن عبد الله الخضير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا واجزه عنا .. برحمتك يا أرحم الراحمين.
قال الإمام مسلم -رحمه الله تعالى-:
حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا عبد العزيز -يعني ابن محمد الدراوردي- عن عمرو بن يحيى المازني، عن عباد بن تميم عن عمه عبد الله بن زيد بن عاصم أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:((إن إبراهيم حرم مكة ودعا لأهلها، وإني حرمت المدينة كما حرم إبراهيم مكة، وإني دعوت في صاعها ومدها بمثلي ما دعا به إبراهيم لأهل مكة)).
وحدثنيه أبو كامل الجحدري قال: حدثنا عبد العزيز -يعني ابن المختار- ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا خالد بن مخلد قال: حدثني سليمان بن بلال ح وحدثناه إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا المخزومي قال: حدثنا وهيب كلهم عن عمرو بن يحيى -هو المازني- بهذا الإسناد، أما حديث وهيب فكرواية الدراوردي:((بمثلي ما دعا به إبراهيم))، وأما سليمان بن بلال وعبد العزيز بن المختار ففي روايتهما:((مثل ما دعا به إبراهيم)).
وحدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا بكر -يعني ابن مضر- عن ابن الهاد عن أبي بكر بن محمد عن عبد الله بن عمرو بن عثمان عن رافع بن خديج، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إن إبراهيم حرم مكة، وإني أحرم ما بين لابتيها)) يريد المدينة.
وحدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب قال: حدثنا سليمان بن بلال عن عتبة بن مسلم عن نافع بن جبير أن مروان بن الحكم خطب الناس، فذكر مكة وأهلها وحرمتها، ولم يذكر المدينة وأهلها وحرمتها، فناداه رافع بن خديج، فقال:"ما لي أسمعك ذكرت مكة وأهلها وحرمتها ولم تذكر المدينة وأهلها وحرمتها، وقد حرم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما بين لابتيها، وذلك عندنا في أديم خولاني إن شئت أقرأتكه"؟، قال: فسكت مروان، ثم قال:"قد سمعت بعض ذلك".