صيانة المدينة من دخول الطاعون - المدينة تنفي شرارها وأن من أرادها بسوء أذابه الله كما يذوب الملح في الماء - الترغيب في المدنية عند فتح الأمصار - في صفة المدينة حين يتركها أهلها
الشيخ/ عبد الكريم بن عبد الله الخضير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا وارفعنا بما علمتنا وزدنا علماً وعملاً يا حي يا قيوم، واغفر لنا ولشيخنا واجزه عنا خير الجزاء، واغفر للسامعين يا ذا الجلال والإكرام.
قال الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه في كتاب الحج:
حدثنا يحيى بن يحيى قال: "قرأت على مالك عن نعيم بن عبد الله عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((على أنقاب المدينة ملائكة لا يدخلها الطاعون ولا الدجال)).
وحدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر جميعاً عن إسماعيل بن جعفر قال: أخبرني العلاء عن أبيه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:((يأتي المسيح من قبل المشرق همته المدينة حتى ينزل دبر أحد، ثم تصرف الملائكة وجهه قبل الشام وهنالك يهلك)).
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: فيقول المؤلف -رحمه الله تعالى- في أبواب فضائل المدينة التي ذكرها في آخر كتاب المناسك، والمناسبة ظاهرة لما بين البيتين من القاسم المشترك في الفضل والشرف على الخلاف في المفاضلة بينهما على ما سيأتي، فمن حج البيت غالباً يزور المدينة، وما الذي يبعثه إلى زيارتها، وما الذي يدعوه إلى ذلك؟ هو النصوص الدالة على فضلها وفضل زيارتها وفضل مسجدها.
من ذلكم ما ذكره المؤلف، قال -رحمه الله تعالى-:
حدثنا يحيى بن يحيى: وقد مر بنا مراراً أن هذا هو الليثي وليس التميمي وإن كان ممن يروي عن مالك أيضاً، فالليثي هو المراد هنا، التميمي هو المراد هنا، والليثي هو راوي الموطأ عن الإمام مالك، والليثي ليست له رواية في الكتب الستة وإن روى الموطأ، روى أشهر الموطآت عن مالك.