شرح: باب من حلق قبل النحر أو نحر قبل الرمي، وباب: استحباب طواف الإفاضة يوم النحر
الشيخ / عبد الكريم بن عبد الله الخضير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: قال الإمام مسلم -رحمه الله تعالى-:
حدثنا يحيى بن يحيى، قال قرأت على مالك، عن ابن شهاب، عن عيسى بن طلحة بن عبيد الله، عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال:"وقف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع بمنىً للناس يسألونه، فجاء رجل فقال يا رسول الله، لم أشعر فحلقت قبل أن أنحر، فقال:((اذبح ولا حرج))، ثم جاءه رجل آخر فقال يا رسول الله، لم أشعر فنحرت قبل أن أرمي، فقال:((ارم ولا حرج))، قال: فما سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن شيء قدم ولا أخر إلا قال:((افعل ولا حرج)).
وحدثني حرملة بن يحيى، قال أخبرنا ابن وهب، قال أخبرني يونس، عن ابن شهاب، قال حدثني عيسى بن طلحة التيمي أنه سمع عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- يقول: "وقف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على راحلته، فطفق ناس يسألونه، فيقول القائل منهم: يا رسول الله، إني لم أكن أشعر أن الرمي قبل النحر فنحرت قبل الرمي، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((فارم ولا حرج))، قال: وطفق آخر يقول: إني لم أشعر أن النحر قبل الحلق فحلقت قبل أن أنحر، فقال:((انحر ولا حرج))، قال: فما سمعته يسأل يومئذ، عن أمر مما ينسى المرء ويجهل من تقديم بعض الأمور قبل بعض وأشباهها إلا قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((افعلوا ذلك ولا حرج)).
حدثنا حسن الحلواني، قال حدثنا يعقوب، قال حدثنا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب بمثل حديث يونس، عن الزهري إلى آخره.