الحمد لله حمداً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً، اللهم اغفر لنا ولشيخنا والسامعين برحمتك يا أرحم الراحمين.
قال الإمام مسلم -رحمه الله تعالى-: وحدثني محمد بن حاتم وعبد بن حميد، قال ابن حاتم: حدثنا محمد بن بكر، قال أخبرنا ابن جريج، قال أخبرنا أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول:"رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- رمى الجمرة بمثل حصى الخذف".
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد، فيقول المؤلف -رحمه الله تعالى-:
وحدثني محمد بن حاتم وعبد بن حميد، قال ابن حاتم، وهذا يقول: قالا حدثنا، لكن أعاد أحدهما، ومرَّ بنا مراراً أن المتجه أن من يعيده هو صاحب اللفظ.
قال ابن حاتم: حدثنا محمد بن بكر، قال أخبرنا ابن جريج، قال أخبرنا أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله -رضي الله تعالى عنهما- يقول: رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- رمى الجمرة بمثل حصى الخذف: وتقدم ما يدل على هذا، والنبي -عليه الصلاة والسلام- قرر ذلك بفعله وقوله وتمثيله، فتضافرت عليه السنن، القول والفعل والتمثيل، بمعنى أنه صنع كما يصنع الخاذف بيده، وحصى الخذف مثل حب الباقلاء والبندق ..
طالب:. . . . . . . . .
نعم، الآن النبي -عليه الصلاة والسلام- رمى بمثل حصى الخذف هذا فعل وإلا .. ؟ فعل، وقاله بكلامه -عليه الصلاة والسلام- على ما تقدم، ورفع الحصيات في يده، وأراهم إياها، وقال:((بمثل هذا فارموا، إياكم والغلو فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو))، والتمثيل: فعل مثل ما يفعل الخاذف، نعم، هذا التمثيل.
فكون الحصى بهذا المقدار هو السنة، والزيادة عليه من الغلو والإفراط، والرمي بما هو دونه في الحجم تفريط وتساهل، والخير كل الخير في اتباعه والاقتداء به والائتساء به -عليه الصلاة والسلام-.