يقول: سمعت عبد الله بن أبي بكر بن أبي قحافة يحدث عبد الله بن عمر عن عائشة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- أنها قالت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:((لولا أن قومك حديثو عهدٍ بجاهلية -أو قال بكفر- لأنفقت كنز الكعبة في سبيل الله)) كنز الكعبة هو ما يهدى إليها من أموال، ينفق في سبيل الله، والنفقة هذه حكمها حكم الوقف، يعني لا تنفق في غير ما صرفت له إلا إذا تعطلت المنافع، يعني ما صار يستفاد منها في هذا الموضع، فتصرف إلى جهة مماثلة، والنبي -عليه الصلاة والسلام- يقول:((لأنفقت كنز الكعبة في سبيل الله))، بناء الكعبة في سبيل الله وإلا ليس في سبيل الله؟ سبيل الله إذا أطلق فالمراد به عند الجمهور الجهاد، فهل يقصد النبي -عليه الصلاة والسلام- أن ينفق كنز الكعبة في الجهاد أو جميع سبل الخير في سبيل الله؟ والحج في سبيل الله، والعلم في سبيل الله، ومن سبيل الله بناء الكعبة الذي أهديت الأموال من أجلها ((لأنفقت كنز الكعبة في سبيل الله))، والمصرف من مصارف الزكاة {وَفِي سَبِيلِ اللهِ} [(٦٠) سورة التوبة] عامة أهل العلم على أنه الجهاد، ولا يدخل فيه غيره، ومنهم من يرى العموم، فيرى التعليم في سبيل الله، والحج في سبيل الله، فكلٌ منهم يأخذ من الزكاة، والأحوط قول الجمهور في هذه المسألة.
طالب: ما يوضح هذا الحديث في سبيل الله آية الصدقة، ما يفسره؟
يعني يحمل سبيل الله على ما جاء في آية الصدقة في المصارف؟ يعني أنه الجهاد؟.
طالب: ... لأنه يشمل لأنه هنا سماه الرسول في سبيل الله
سمى الحج في سبيل الله؛ لكن عامة أهل العلم على أنه الجهاد خاصٌ به، عامة أهل العلم كل سياق أو كل ينص يحدده مناسبته، وسياقه، وسببه.