"أن علياً الأسدي أخبره أن ابن عمر علمهم أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا استوى على بعيره" يعني ركبه استوى على بعيره " خارجاً إلى سفر كبر ثلاثاً، ثم قال:((سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين)) " سخر لنا هذه الدابة التي نركبها ((وما كنا له)) لهذا المركوب مقرنين، يعني مطيقين، لولا أن الله سخر لنا، من الذي يطيق البعير لو هاج عليك؟ تطيق؟ والله ما تسوى شيء عنده، رفسة ولك منتهي، ((سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين)) سخر لنا هؤلاء الكفرة، يصنعون لنا ما يريحنا في الانتقال من بلد إلى بلد، هذا تسخير من الله -جل وعلا-، ((سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين، وإنا إلى ربنا لمنقلبون -راجعون إليه- اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى، ومن العمل ما ترضى)) هذا الدعاء ينبغي أن يقوله الرجل مخلصاً لربه ليعينه على سفره، وكل ما ينوبه من أمر دينه ودنياه، ((اللهم هون علينا سفرنا)) والسفر كما جاء في الحديث: ((قطعة من العذاب)) أو من نار، فإذا لم يهون الله -جل وعلا- صار شقاء، ((اللهم هون علينا سفرنا هذا، واطو عنا بعده)) بدل من أن نستغرق الأوقات الطويلة نقطعه بأيسر وأقصر مدة ومسافة، وصحف هذا، سمعه الناس كلهم في المطاف، الناس يسمعون من يصحف ويقول:"وطوعنا بعده" وهو تصحيف، يعني من حيث المعنى، ماشي من حيث المعنى، لكن الرواية على خلافه، ما في ما يمنع أبداً، أحياناً تحس بأن السفر لا شيء، وأحياناً يكون السفر فيه مشقة وكلفة أكثر والطريق واحد، ((واطو عنا بعده، اللهم أنت الصاحب في السفر)) نعم؛ لأن الله -جل وعلا- معنا، ((اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر)) مشقته وشدته، ((من وعثاء السفر، وكآبة المنظر)) تغير النفس التي تبدو على المنظر، على الوجه، التي تبدو على الوجه ((وكآبة المنظر)) يعني كآبة المنظر لها دلالتها على ما يخالج نفس الإنسان، فإذا وجد ما يكدر في النفس ظهر ذلك على المنظر، ((وسوء المنقلب)) يعني المرجع، ((في المال والأهل)) يعني أن يرجع الإنسان إلى أهله، وقد حصل لهم انقلاب، إيش انقلاب؟ يعني تغير في أحوالهم، سواءٌ كانت في