"إذا قفل من الجيوش أو السرايا أو الحج أو العمرة إذا أوفى" أوفى يعني ارتفع وعلا، "على ثنية"، الثنية: هي الجبل الصغير، أو فدفد، يعني مكان مرتفع، "كبر ثلاثاً"، وجاء في الحديث الصحيح:"كنا إذا صعدنا كبرنا، وإذا نزلنا أو هبطنا سبحانا"والمناسبة ظاهرة؛ لأنك إذا ارتفعت وعلوت قد تحس في نفسك شيء من التعاظم، فتذكر أن الله -جل وعلا- أكبر، وإذا نزلت وهبطت تستحضر شيء من النزول، فتسبح الله -جل وعلا- وتنزهه عن مثل هذا التوهم، والآن يسأل عن ما في دواخل البلدان، هل يكبر إذا طلع على جسر، ويسبح إذا نزل في نفق؟ ما في ما يمنع -إن شاء الله تعالى-، أو المصعد من حيث الصعود والنزول ما في ما يمنع -إن شاء الله تعالى-، والأمر فيه سعه -إن شاء الله تعالى-.
"كبر ثلاثاً ثم قال: ((لا إله إلا الله وحده لا شريك له)) إذا أوفى" يعني إذا حصل هذا الوصف، تحقق هذا الوصف، وهو أنه طلع على ثنية، أو فدفد، كبر ثلاثاً ثم قال:((لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، آيبون، تائبون، عابدون، ساجدون لربنا حامدون)) هنا يتجه القول بأن مثل هذا يكرر إلى أن يصل البلد، لكن يربط ذلك ويعلق بالوصف المذكور في الحديث، وهو أنه إذا أوفى، يعني ارتفع على ثنية، إذا ارتفع على مكان مرتفع يكرر مثل هذا.
طالب:. . . . . . . . .
إلى أن يصل إيش المانع؟ لأنه علق على أمرٍ، وهو إذا أوفى على ثنية أو فدفد، يعني في الطريق كله؛ لأن (إذا) تقتضي التكرار.
قال:((آيبون، تائبون، عابدون، ساجدون، لربنا حامدون، صدق الله وعده، ونصر عبده -محمد عليه الصلاة والسلام- وهزم الأحزاب وحده)) في غزوة الأحزاب، تحزب طوائف الكفر على النبي -عليه الصلاة والسلام-، وضاقت بهم الأرض بما رحبت، لكن الله -جل وعلا- أرسل عليهم الرياح أو الريح العاتية التي فرقتهم، ((وهزم الأحزاب وحده)).