قال:"حدثنا يحيى بن يحيى وزهير بن حرب قال: يحيى أخبرنا وقال زهير: حدثنا جرير عن منصور عن أبي حازم عن أبي هريرة" وحازم عندنا اثنان، سلمة بن دينار الواعظ المشهور، وسلمان مولى عزة، سلمان الأغر، أيهما؟ الثاني، أما سلمة بن دينار فهو الذي يروي عن سعد بن سعد، "قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((من أتى هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كما ولدته أمه)) " في البخاري: ((كيوم ولدته أمه)) والكاف جارة واليوم؟ لكن مجرور وإلا منصوب؟
طالب:. . . . . . . . .
وين الذي يقول؟ من الذي يتكلم؟ ممنوع من الصرف؟ تقول: صمتُ يوماً، وجئتكَ في يوم الجمعة، مجرور بالكسرة {هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ} [(١١٩) سورة المائدة] فنفرق بين ما بعد اليوم، إذا كان ما بعد اليوم جملة صدرها مبني بني، وإن كان صدرها معرب أعرب ((كيومَ ولدته أمه)) صدرها مبني، {هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ}
صدرها معرب فيعرب، فإذا كان صدر الجملة مبني بني ((كيوم ولدته أمه)) ((من أتى هذا البيت)) يعني حاجاً، لا لمجرد الإتيان لزيارة أو نزهة، إنما من أتاه حاجاً ((فلم يرفث)) والرفث: هو الجماع ومقدماته، والكلام بما يدور حوله، وإن كان ابن عباس يرى أن الرفث الكلام بالجماع في مواجهة النساء، أما الكلام بين الرجال فلا يدخل فيه، وذكر عنه بيت ولا أدري أيثبت عنه أما لا، ذكره المفسرون، وذكره أهل اللغة:
إن تصدق الطير ... إلى آخر البيت.
المقصود أن هذا الكلام المنسوب لابن عباس، يعني الكلام في الرفث بين الرجال، وإن كان حبر الأمة، وترجمان القرآن، وفي كتب اللغة ما يدل عليه، لكن هذه العبادة أعظم من أن يتحدث بها بمثل هذا الحديث ولا بين الرجال، ((فلم يرفث ولم يفسق)) هذا اللفظ عند عامة الناس، وفي عرفهم له معنى، إذا قيل: فلان يفسق، أو فسقان، أو شيء من هذا، معناه أنه مكثر للتنكيت والضحك وما أشبه ذلك، ولو كان مباحاً، لكن الفسق والفسوق: الخروج عن الطاعة بارتكاب المعصية، ((ولم يفسق رجع كما ولدته أمه)) يعني من غير ذنوب.