((ولكن جهاد ونية)): و ((في المدينة أقوام شاركوا المجاهدين في أجورهم، وهم في بيوتهم ما منعهم إلا العذر)): يعني شخص يتمنى الشهادة بصدق من قلبه، مثل هذا تحصل له ولو مات على فراشه؛ فضل الله واسع، لكن بصدق ليست مجرد دعوى، وإذا جاء الوقت الذي يطلب فيه ويندب فيه الجهاد، ((وإذا استنفرتم فانفروا)) يتمنى أن لو كان أعمى أو أعرجاً أو مقعداً، هل هذا يتمنى الشهادة بصدق؟ لا والله.
((ولكن جهاد ونية، وإذا استنفرتم فانفروا)): إذا طلب منكم النفرة للجهاد فانفروا، وهذا أحد المواطن الثلاثة التي يتعين فيها الجهاد، يكون فيها الجهاد فرض عين، إذا استنفره الإمام، والموضع الثاني: إذا حضر الصف، والثالث إذا دهمه العدو، إذا دهم العدو بلده تعين عليه الجهاد.
وقال يوم الفتح -فتح مكة-: ((إن هذا البلد)): يعني مكة، {لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ} [(١) سورة البلد]، و (ال) هذه للعهد، البلد المعهود، يعني مكة.
((إن هذا البلد حرمه الله يوم خلق السماوات والأرض، فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة)): ((حرمه الله يوم خلق السماوات والأرض)): وسيأتي في الأحاديث ما يدل على أن الذي حرم مكة إبراهيم -عليه السلام- وفي هذا الحديث حرمه الله يوم خلق السماوات .. -نقلل المداخلات بقدر الإمكان؛ لأن القدر الباقي طويل، والمقرر شرحه في هذه الليلة أيضاً طويل، بقدر الإمكان نقلل-.
نعم يا أبو رضوان، ولتكن الأخيرة إن شاء الله ..
طالب -أبو رضوان-:. . . . . . . . .
هو الجهاد لا بد له من نية، لكن النية أعم من أن تكون في الجهاد وفي غيره.
طالب:. . . . . . . . .
نية الجهاد وغير الجهاد، تنوي الخير، تعيش على خير وتموت عليه، هذا الذي تنويه
طالب:. . . . . . . . .؟
وهو عاجز عنها؟
طالب:. . . . . . . . .؟
هو بقي الجهاد والنية، الجهاد والنية بقي إلى قيام الساعة، لكن هل يدرك أجر من فعل؟ هذه مسألة معروفة، وفي الحديث:((رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وأطراف النهار، ورجل يتمنى أن لو آتاه الله القرآن فيعمل عمله فهو مثله، ورجل آتاه الله مالاً ... )).