ويختلف أهل العلم في المراد بهذا الحديث، هل هذه البقعة تنقل من الدنيا، من هذا المكان بعينه إلى أن تكون وتوضع، إلى أن توضع في الجنة؟ وهذا المعنى الحسي للخبر، وهناك معنى معنوي، وهو أن ملازمة هذا المكان يؤدي إلى رياض الجنة، ومثل هذا الخبر:((ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة)) تتباين فيه الأقوال تبايناً بعيداً، فمن أهل العلم من يقول: إن هذا المكان لا مزية له، مع أن النبي -عليه الصلاة والسلام- يقول:((روضة من رياض الجنة))، وأنه لا فضل للتعبد، لا مزيد فضل للتعبد في هذا المكان، وإنما هذا مجرد خبر، يعني مثلما قيل عن النيل والفرات وسيحان وجيحان أنها من أنهار الجنة، يعني هل لهذه الأنهار مزيد فضل؟ هل لها مزيد فضل؟ ويش تسوي بالنيل؟
طالب ....
إذا رحت للنيل ويش تبي تسوي؟
طالب. . . . . . . . .
هذا قول لبعض أهل العلم، وأن هذا مجرد إخبار، ولا شك أن مثل هذا القول يعطل الخبر عن فائدته، يعطل الخبر عن فائدته، وقوله -عليه الصلاة والسلام-: ((ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة)) لا شك أنه مزية لهذه البقعة، مزية لهذه البقعة، لكن ما الفائدة من ذكر هذه المزية وهذا الفضل؟ لا شك أن الفائدة لا بد أن تكون متعدية وإلا فلا فائدة في الخبر، إذا كان مجرد إخبار، تكون متعدية، وعلى هذا يكون للعبادة في هذا المكان مزيد فضل، المسجد على ما سيأتي الصلاة فيه بألف صلاة، وإذا صلى الإنسان وتحرى هذا المكان بين البيت والمنبر لا شك أنه فيه مزيد فضل، فيه مزيد فضل، وجاء في الحديث:((إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا)) قيل: وما رياض الجنة؟ قال:((حلق الذكر)) التنصيص على حلق الذكر، وتفسير رياض الجنة بها، هل يقتضي هذا التخصيص أو لا يقتضي؟ نعم.
طالب: قد يخصصه، والروضة تكون من الرياض التي أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بالرتع فيها.
يقول:((إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا)) قيل: يا رسول الله وما رياض الجنة؟ قال:((حلق الذكر)).
طالب: هذا يا شيخ بالنظر إلى الأحاديث الأخرى، بالنظر إلى الأحاديث الأخرى يا شيخ تفيد العموم.