العلاء، نعم بالعلاء، والعلاء موطن حصل فيه عذاب لقوم، ومع الأسف أنه يزار الآن، بدل من أن يسرع الناس يزورونه، ولا شك أنه محاط بسياج وشبوك، وما أشبه ذلك، وهناك مسجد قديم يقال: إن النبي -صلى الله عليه وسلم- صلى فيه، ولا يثبت هذا الخبر، وقد رمم وجدد، وأعيد بناؤه، نعم.
طالب: في العلاء؟
بالعلاء إيه، وفي مطالبات الآن بهدمه، وإزالة معالمه؛ لأن البيوت المجاورة لها كلهم انتقلوا ما في أحد. ((فمن شاء منكم فليسرع معي، ومن شاء فليمكث)) فخرجنا حتى أشرفنا على المدينة فقال: ((هذه طابة)) تقدم بعض أسمائها، ومنها طابة ((وهذا أحد، وهو جبل يحبنا ونحبه)).
وقعت حوله المشهورة، الغزوة المشهورة بغزوة أحد، ولا شك أن أحد جماد، ومحبة بعض الأماكن، وبعض البقاع لا شك أن منها ما هو شرعي، مما جعل الله له مزية، شرف الله -جل وعلا- بعض البقاع على بعض، وهذا الجبل يحبه النبي -عليه الصلاة والسلام-، وهو يحب النبي وأصحابه، ولما صعد عليه النبي -عليه الصلاة والسلام- وأبو بكر وعمر وبعض الصحابة ارتجف، فقال:((اثبت أحد، فأنما عليك نبي وصديق وشهيدان)) اللهم صلي عليه، فثبت، ((يحبنا ونحبه)) محبة الرسول -عليه الصلاة والسلام- للجبل ما فيها إشكال، ظاهرة؛ لأنه محل للحبة، لكن محبة الجبل للنبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه وهو جماد، منهم من يقول: يحبنا يعني يحبنا أهله، الذين يسكنون حوله، ومنهم من يقول: لا مانع من أن يجعل الله -جل وعلا- في هذا الجماد تمييزاً، تصدر منه علامات المحبة، لا سيما وقد استجاب لطلب النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((اثبت)) فثبت، والقدرة الإلهية ما في شك في صلاحيتها لمثل هذا، فالجمادات تتكلم {قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} [(١١) سورة فصلت] ولا مانع أن يوجد فيها هذا الميل القلبي، والمحبة للنبي -عليه الصلاة والسلام-، ووجد من بعض الجمادات قريب من هذا، مثل حنين الجذع، الذي كان يخطب إليه النبي -عليه الصلاة والسلام-، ومثل تسبيح الحصى، ومثل أمور كثيرة، رد السلام عليه -عليه الصلاة والسلام-، السلام على النبي -عليه الصلاة والسلام-، ومنها أمور كثيرة ذكرت في شمائله، كثير منها صحيح، وأكثرها لا يثبت، نعم.