يقول المؤلف -رحمه الله تعالى-: "حدثني عمرو الناقد وزهير بن حرب واللفظ لعمرو" وإذا كان اللفظ لعمرو فما لزهير؟ له المعنى "قالا: حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة يبلغ به النبي -صلى الله عليه وسلم-" وهذه الصيغة كما قرر أهل العلم صيغة رفع إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- قال:((صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام)).
((مسجدي هذا)) يقتضي أن يكون المراد به المسجد الذي بناه النبي -عليه الصلاة والسلام- بحدوده دون ما زيد فيه؛ لأنه أشار إلى موجود، وحينما أراد بيان فضل المسجد الحرام قال أطلق، ولم يقل المسجد المعروف المحدود فتدخل فيه زياداته، وهذا اختيار جمع من أهل العلم، ومنهم من يقول: المسجد هو مسجد النبي -عليه الصلاة والسلام- مهما زيد فيه، فالزيادة لها حكم المزيد.
((أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام))
((أفضل من ألف صلاة)) ومعلوم أن هذا الفضل إنما هو في الأجر المرتب على الصلوات، لا في ما يعادلها من الصلوات، بمعنى أنه لو كان عليه قضاء صلوات ألف يوم، وذهب إلى المسجد النبوي، وصلى فيه الفرائض الخمس تكفي وإلا ما تكفي؟ ما تكفي إجماعاً، كما أن من قرأ: قل هو الله أحد، وإن كانت تعدل ثلث القرآن إلا أنها لا تكفي لمن نذر أن يقرأ القرآن، أو يختم ختمة، أو ما أشبه ذلك.
((إلا المسجد الحرام)) ((أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام)).
الحديث يستدل به المالكية على تفضيل المسجد النبوي على جميع المساجد حتى المسجد الحرام، ويستدل به الجمهور على تفضيل المسجد الحرام على المسجد النبوي، كيف؟
طالب:. . . . . . . . .
كيف؟ قرر.
طالب:. . . . . . . . .
يعني واضح أن الفريقين كلهم يستدلون بالاستثناء؟
طالب:. . . . . . . . .
احتمال أن يكون يفضل عليه بتسعمائة، أقل، تسعمائة مثلاً، أو خمسمائة، نعم.
طالب:. . . . . . . . .
فيما هو أقل من ألف، والاحتمال الثاني، وهو قول الجمهور، صلاة في مسجد النبي -صلى الله عليه وسلم- أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، فإنه يفضل أكثر من ذلك، فإن فضله أكثر من ذلك.