للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عند الله من قتالهم في الشهر الحرام. وذلك كقوله تعالى: وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ «١» وقوله تعالى أيضا: ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا وَاللَّهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ «٢» .

أي إن مال شركهم، وعاقبته وآخر أمرهم، إلا أن أنكروه وتبرؤوا منه «٣» .

قال ابن اسحاق: وقد ذكر بعض آل عبد الله بن جحش: أن الله عز وجل قسّم الفيء حين أحله، فجعل أربعة أخماس لمن أفاءه الله، وخمسا إلى الله ورسوله، فوقع على ما كان عبد الله بن جحش صنع من تلك العير.

قال ابن هشام: وهي أول غنيمة غنمها المسلمون، وعمرو بن الحضرمي أول من قتله المسلمون، وعثمان بن عبد الله والحكم بن كيسان أول من أسر المسلمون.

وقال ابن اسحاق: ويقال صرفت القبلة في شعبان على رأس ثمانية عشر شهرا من مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة.


(١) - البقرة (٢/ ١٩٣) راجع ذلك المعنى ومعاني كلمة الفتنة في القرآن في تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة ص ٢١٥.
(٢) - الأنعام (٦/ ٢٣) .
(٣) - الفتنة لفظ مشترك ينسحب ويقع على كثير من المعاني، وبالإحصاء على وجه التحديد، وقع على خمسة عشر وجها: - فالفتنة هي الإختبار، والفتان هو الشيطان لقوله: (وفتناك فتونا) العنكبوت ٣. وبمعنى الشرك كما في قوله: (والفتنة أشد من القتل) وبمعنى الكفر لقوله (ابتغاء الفتنة) آل عمران ٧، وبمعنى العذاب لقوله (جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذابِ اللَّهِ) العنكبوت ١٠، وبمعنى الإحراق بالنار كقوله: (فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ) البروج ١٠، وبمعنى القتل لقوله (أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا) النساء ١٠١، وبمعنى الصد، بقوله (وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ) المائدة ٤٩، وبمعنى الضلالة لقوله (وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ) المائدة ٤٤، وبمعنى المعذرة لقوله (ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ) الانعام ٢٣، وبمعنى العبرة، كقوله تعالى: - «لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) يونس ٨٥، وبمعنى الجنون (بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ) القلم ٦، وبمعنى العقوبة كقوله (أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ) النور ٦٣. وبمعنى الرسن ومنه: - (يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ) براءة ١٢٦، وبمعنى القضاء لقوله (إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ) الأعراف ١٥٥.

<<  <   >  >>