للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد، ومن يضلل فلا هادي له، أما بعد ...

فإن الله تعالى لما أراد أن يخلّص البشرية وينقذها من غياهب الشرك والكفر والضلال ليخرجها من الظلمات إلى النور- أرسل رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم داعيا إليه مبشرا ونذيرا، مبشرا بجنات ورضوان، وروح وريحان، ونذيرا من عذاب جهنم وبئس المصير.

جاء صلى الله عليه وسلم لينصر الحق، وليبطل الباطل ليخرج الناس من ذل المعصية، وحمأة الشك والارتياب إلى عز الطاعة، ونور اليقين والتوحيد.

وكان أمرا محتوما وبدهيا أن يكون نداء الخير مرفوضا معدولا عنه، من أولئك المنتفعين من الوثنية الصارخة فانبروا إليها شرسين أقوياء، لا لشيء إلا لأن الإسلام ضرب وثنيتهم من مقتل، فزلزل أوضاعهم، وقلب أحوالهم، وكشف عوارهم، وأبان فساد شركهم وكفرهم، وأزال دولتهم لذلك فقد استشعروا لأول وهلة خطورة

<<  <   >  >>