للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والله ما كانت تعرفها العرب، وقد قيل: إن سلمان الفارسي «١» كان أشار به، ثم تيمموا مكانا ضيقا من الخندق، فاقتحموه وجاورزوه، وجالت بهم خيلهم في السبخة بين الخندق وسلع، ودعوا إلى المبارزة، فبارز علي بن أبي طالب عمروا فقتله، وخرج الباقون من حيث دخلوا، فعادوا إلى قومهم، وكان شعار المسلمين يوم الخندق (حم لا ينصرون) .

وكانت أم المؤمنين عائشة- رضي الله عنها- مع أم سعد بن معاذ في حصن بني حارثة، وكان من أحصن حصون المدينة، وكانت صفية عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم في فارغ، أطم حسان بن ثابت، في حين كان حسان بن ثابت وقتذاك مع الصبيان والنساء.

ورمى في بعض تلك الأيام سعد بن معاذ بسهم قطع منه الأكحل، وكان رماه حبان بن قيس بن العرقة، وقيل بل رماه أبو أسامة الجشمي حليف بني مخزوم «٢» .

لما صعب الأمر، وتعقدت الأحوال أتى نعيم بن مسعود بن عامر بن أنيف بن ثعلبة بن قنفذ بن هلال بن خلاوة بن أشجع بن ريث بن غطفان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني قد أسلمت، وإن قومي لم يعلموا بإسلامي، فمرني بما شئت. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما أنت فينا رجل واحد، فخذل عنا إن استطعت فإن الحرب خدعة

فخرج نعيم فأتى بني قريظة، وكان ينادمهم في الجاهلية، فقال: يا بني


(١) - راجع ترجمة سلمان الفارسي في: - الإصابة ت (٣٣٥٠) وصفة الصفوة (١/ ٢١٠) ومحاسن أصفهان (٢٣) وتهذيب ابن عساكر (٦/ ١٨٨) وحلية الأولياء (١/ ١٨٥) ومروج الذهب للمسعودي (١/ ٣٢٠) .
(٢) - قيل إن سعد بن معاذ إذ أصيب في إكحله دعا وقال: - «اللهم إن كنت أبقيت من حرب قريش شيئا فأبقني لها، فإنه لا قوم أحب إلي أن أجاهدهم من قوم آذوا رسولك، وكذبوه وأخرجوه، اللهم وإن كنت وضعت الحرب بيننا وبينهم فاجعلها لي شهادة ولا تمتني حتى تقر عينى من بنى قريظة» .

<<  <   >  >>